الأحد، 29 سبتمبر 2019

مذكرات امتنان لله | (5)

 (1)
إن صُمَّتْ عنك آذان الناس،
ألا يكفيك أن الله يسمعك؟
وإن تعاموا عنك، ألا يكفيك أنه يراك.
حسبك أن تكون صادقا مع نفسك أولا، وصادقا مع ربك الذي (فتح/ ويفتح/ وسيفتح) لك من الأبواب، ما يَضِنُّ الناس عليك بتلمُّس مفاتيحها أو معرفة مكانها.
الله سميع، الله بصير، الله حكيم قدير؛
تحسس إيمانك بهذه المعاني، وامض راشدا بارك الله فيك..


(2)
ينفق الإنسان الكثير من عمره أو القليل سعيا وراء غنيمة ما يزال الله -لحكمة ما- يؤخرها إلى حين معلوم.
وفي طريقه إلى غنيمته؛ تفوته بعض الفرص فيحسب أن ما فاته هو الثمين الذي لا بديل له ولا غنى عنه، وتتغير أحوال صحته وماله من حين لآخر فيحسب أن ما هو فيه أسوأ مما كان عليه..
ثم يأذن الله، فيقول للأمر (كن) فيكون؛ وحينها فقط يتذكر الإنسان، -وعسى أن تنفعه الذكرى- أن ما صار إليه هو أحسن بكثير مما فاته، وأن الله كان يسمع دعاءه كما لم يسمع أمه وأبوه، وأن الله كان يدخر له العطايا العظيمة على نحو أعلى وأعظم مما كان يرجوه له أحباؤه..
الله كريم، الله رحيم، الله حكيم..
في كل دروب الحياة؛ لاتنسَ هذا أبدا، وامض موقنا بمعيته، ممتنا لعطيته!


(3)
وما يدريك؛
فلعلك حُفظت مما كنت (يوما) فيه،
ووُفِّقْتَ إلى مــــــا أنت (الآن) عليه؛
ببعض ما كان لسانك رطبا به من ذكر وشكر..
ثمة كلمات قلائل كنتَ وما زلتَ تُجريها على لسانك، منتبها لها أحيانا وغير منتبه؛ عقب الصلوات، وحين تسيل سيارتك في الطرقات، وحين تقضي حوائجك من مطعم وملبس ومسكن، وحين تفيض مشاعرك بأحساسيس الوفرة والأمان والامتنان والرضا والسكينة؛ كانت تفعل فعلها العجيب من ورائك..


(4)
حذائي الجديد تبلل فتغير لون الجلد فيه،
و أصبحت بمرور الأيام أتقي نظر الناس إليه كلما خلعته،
فبادرت إلى شراء آخر يقيني الحرج ..
اليوم، وأنا أخرج من المسجد،
رأيت حذاء عامل تآكلت فردة منه حتى بقي نصفها
بما يعني أن نصف باطن قدمه يدوس على الأرض ..
سبحان الله !
أنا أشتري حذاء جديدا لكي يقيني الحرج من الناس،،
أما هذا فسيشتريه
-إن استطاع-
لكي يقي قدميه لأواء الأرض ونحوها ..
شتان بين الوقايتين !!
***
وأنت تتحدث بنعمة الله عليك
فتشتري ما تحتاج إليه بكل سهولة ويسر
تذكر أن تقول: (( الحمد لله )) ..
تذكر أن تقولها صادقا !


(5)
وأنت تتناول إفطارك لا تنس أن تقول صادقا من أعمق أعماق قلبك:
(الحمد لله) ..
هذا التعب والحرمان سينتهي بنا إلى شراب بارد وأكل طيب لذيذ، لكن ماذا عن الفقير المعدم الذي تأكله المجاعة فهو صائم من قبل رمضان وبعده صوم ضرورة لا عبادة وترف؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق