الاثنين، 6 مايو 2013

رحمةٍ بادَّة و سرقةٍ بادة!


كغيرهم من البشر، يتفنن العمانيون في أساليب التعبير اللغوي عن فرحتهم بالمطر، ولهم في ذلك عبارات شهيرة تكاد تكون (علامة مسجلة) لهم، كقولهم: "نعمتوا بالرحمة" وجوابها: "رحمةٍ بادّة"!

(2)
إذا قال لك عماني، عقب نزول المطر: "رحمةٍ بادّة" فاعلم أنه يسمي المطر رحمةً، ويدعو الله أن تعم الجميع. يبدو أن للكلمة أصلا فصيحا، فهي مأخوذة من البِدَّةُ بمعنى: النصيب. يقال: أَبَدَّ بينهم العطاءَ، أي أعطى كلَّ واحدة منهم بِدَّتَهُ.

(3)
قبل البيوت الحديثة، كانت بيوت أغلب العمانيين من طين مسقوف بجذوع النخيل وسعفها، أو من إسمنت خجول مسقوف بألواح من خشب. كانت بيوتهم عرضة لأخطار كثيرة حين الأمطار، وكانت الرحمة بينهم رحمة بادّة!

(4)
بعد انتشار البيوت الإسمنتية (المسلَّحة: كما تعورف عليها) في عمان، لم يعد يُسمع كثيرا سؤالٌ مثل: "عسى ما ضاع عليكم شيء؟" يأتي في العادة عقب التفاؤل بـرحمة بادّة. أصبح سؤالا في غير محلّه إلى حد ما!

(5)
بسب الأخبار عن تسرب الماء من سقوف (الجامع الأكبر)، والقاعة الكبرى في الجامعة، و مجمع (كارفور) أخشى أن يقال عقب نزول المطر "سرقة بادّة" بدل رحمة بادّة!

(6)
لأن سرقة بادّة طالت مشاريع كثيرة، فقد يعود السؤال: "عسى ما ضاع عليكم شيء؟" ليصبح مشروعا وفي محل صحيح من الإعراب، فيما تصبح "نعمتوا بالرحمة" و "رحمة بادة" في طيِّ النسيان!