السبت، 26 مايو 2012

حركات مال شباب.. لاه!!


من الخطأ في المفاهيم
والخلل الكبير في المسؤولية الإنسانية
أن تساق كلمة (الحرية)
بما يوحي أن المجال مفتوح أمام أي شخص لفعل أي شيء في أي مكان وأي زمان!
فأن يحرك إنسان ما يده
(عامدا)
ليضرب بها إنسانا آخر
(دون سبب معقول)
لا يمكن -بأي حال من الأحوال- أن يسمى حرية شخصية،
وأن يرمي شخص ما (القمامة) في الشارع وليس بينه وبين أوعية القمامة فاصل
لا يسمى في عُرف العقلاء حرية شخصية،
وهكذا ..
دعونا نقل: إن ثمة قوانين وأعرافا مشتركة بين الناس جميعا
هذا إذا أردنا أن نبتعد عن الجدال في تعريف (الوطنية) وما يتصل بها من معان وقضايا
وإلا فإن ثمة قوانين وأعرافا متفقا عليها أيضا في المجتمع الواحد..
المسألة إذن –في الأغلب الأعم- ليست (حلال) و (حرام)
إنما هي ذوق ولياقة قبل كل شيء ..
ومن يلبس ملابس النوم في رحلة طويلة بها أكثر من أربعين شخصا لم يرهم إلا في الحافلة كمن يأتي إلى فراشه بملابسه الكاملة (عمامة وخنجر وعصا) ، مع الفارق الكبير طبعا..
وبينما سيقول الناس عن الثاني – في أحسن الأحوال- إنه (متخلف) ،
فإن بعض الناس يتحفظون على كلمات مثل (عديم الذوق) أو (خالٍ من اللياقة) في وصف الأول..
ليسوقوا كلاما عن (الحرية) وغيرها، كأن هذه المشاهد هي التعبير الأوفى والمثل الأنضج الدال على (الحرية) .. !!
الكثير من هؤلاء –للأسف الشديد-
يجترون في تعريف (الحرية) صورا و مشاهد
تم إنتاجها خارج المحيط الذي نشأوا فيه
فاستهلكوها متعةً ضمن إرهاق وملئا لفراغ، وتعبيراً ساذجا عن الفعل الشبابي دون خلفية من ثقافة أو فكر ..
ولذا فإن أول تعليق يتبادر إلى أذهان كثيرين بإزاء هذه المشاهد هو
التعليق الذائع الصيت: (حركات مال شباب لاه) !!

الجمعة، 25 مايو 2012

هنا.. وهناك !!


(1)
ذهبت مرة إلى العمرة، وكان من المقرر أن تقف الحافلة في أكثر من مكان لتجميع الذاهبين في الحملة.. رافقنا في الطريق رجل عماني طوال الرحلة بملابس النوم!!

(2)
كنت في المستشفى ذات مرة، وفي مكان الانتظار الذي ينتشر على كراسيه رجال ونساء وأطفال، دخل علينا شاب عماني (طول وعرض) بملابس رياضية تكشف عن عورته فوق الركبة ويثير منظره في النفس الغثيان والغليان!!

(3)
في المكان الذي كنا فيه من القرية، جاء إلى المكان الذي كان معنا فيه شيخ البلد، شاب عماني وهو يضع على رأسه قبعة هي نفسها التي تظهر في أفلام (الكاوبي) الأمريكية، يتحدث ويسير ويجيء في المكان كأنه يرتدي عمامة وخنجرا!!

(4)
بينما يناضل من أجل إثبات وطنيته واعتزازه بتاريخ وحضارة وقيم وطنه العماني الأصيل، ينسى أن تكون صورته على الفيس بوك أو غيره من المدونات والمنتديات بلباسه العماني الجميل..!

الاثنين، 21 مايو 2012

الكرش.. والجبل الأخضر !!


آخر ما كنت أتوقع أن أفعله في حياتي هو أن أصعد إلى الجبل الأخضر مشيا على القدمين. لقد فعلتها نزولا عند رغبة صديق عزيز، وأنا الذي كنت أتوقع أنني إذا حافظت على مشي الكيلومترات الثلاثة -التي يقال إنها الحد الأدنى اللازم لضبط تمدد الجسم- فسيكون هذا إنجازا عظيما و رائعا!!

لقد فعلتها، وقد لا يبدو هذا إنجازا معتبرا عند كثير من الأشخاص، ولكنه كذلك حتما لمن يفتقد إلى اللياقة البدنية، ولا يهتم كثيرا بأن تكون الرياضة إحدى أجنداته اليومية. يدخل البيت فيجد ابنته الصغيرة تردد أنشودة مطلعها: (يا بابا يا بابا صاير عندك كرش)، ويخرج إلى محيط عمله فيقال له: (اهتم بنفسك، ما هذه الكيلو غرامات الزائدة؟)، و يرى صديقا فيكاد ينكره لما تغير من معالم مظهره القديم..

لقد فعلتها، وأنا أشعر الآن بحجم هذا الإنجاز، ليس على المستوى الجسدي فحسب، بل على مستويات أخرى هي الأهم. فزيادة على ما في الرحلة من جدليتي المتعة والعناء، فإنها منفذ لعبر لا تتناهى، وتأملات فلسفية ودينية واجتماعية واقتصادية بلا حدود.. هناك تتجلى أمام عينيك الخيالات التي -ربما- بذلت جهدا كبيرا في يوم ما لاستنهاضها بإزاء ما تسمعه وتقرأه من أوصاف لبعض جنان الدنيا ونعيم الجنة الأخروي.. كنا بصحبة الماء طوال الرحلة إلا في أماكن بسيطة، يسيل أنهارا صغيرة، و يتدفق شلالات باردة عذبة تروي الظمأ وتُذْهِبُ العناء وتحيل إلى كل ما تعنيه الحياة من معنى!

ونحن نمشي في وادي (سعدة) حيث الصخور هي سيدة المكان، تخيلت ممشى جبليا يتكئ على هذه الصخور ويمر على ما حولها من الأشجار الخضراء والبرك الصغيرة، ألن يكون هذا مغريا لرياضات سياحية عديدة في الجبل الأخضر؟ ثم تخيلت قطارا معلقا (تلفريك) يربط بين القمم الشاهقة للجبال التي تحيط بهذا الوادي العظيم بما يوفر خيارا فذا لشرائح كبيرة من السياح داخليا و خارجيا، ثم تخيلت مقهى محفوفا بأشجار جبلية مقاما على حافة بركة كبيرة يتدفق إليها الماء البارد العذب النظيف من علو شاهق وينصت رواده لصوت الماء الذي يؤنس من وحشة و يحيي من موات..

خواطر كثيرة راودتني في هذه الرحلة، وعسى أن تراود يوما ما المسؤولين عن قطاع السياحة في السلطنة؛ فإن الجبل الأخضر بما يملكه من تنوع جغرافي وإمكانات زراعية طيبة وأجواء نوعية مختلفة إلى حد ما عن الأجواء السائدة في بقية مناطق السلطنة؛ يمثل كنزا من كنوز السياحة العمانية، وينتظر حيزا معتبرا في التخطيط السياحي العماني.

وإليكم بعض الذكريات المصورة ..










وعودة على التأملات التي ساقت إليها هذه الرحلة، فعندما وصلت إلى مسقط كتبت هذه التدوينة: "الآن أشعر باستواء الأشياء أكثر، وبمعنى كلمة (الشارع) أكثر، وبما تفعله السيارة من خدمات جليلة في حياتنا اليومية أكثر وأكثر ..سنفتقد شلالات المياه العذبة الباردة، وسيطول حبل الحنين إلى كثير من اللحظات الممتعة كلما طال عمر الذكريات الجميلة" ..

السبت، 19 مايو 2012

متى .. ؟


.. أشعر بألم وانقباض في الصدر ..
بنتٌ ذات حسب ونسب وجمال ومال،
ما إن جعلت بينها وبين التقوى والحياء حجابا
حتى ساقها إلى الفاحشة محرومٌ
من التقوى ومن الحسب والنسب والوسامة والمال..
هي الآن مصابة منه بالمرض القاتل..
فلا عافية ولا زواج مدى العمر،
وقد استدانت له من البنك مبلغا كبيرا ليسترها بعد تهديد..
فلا غنى و لا راحة ضمير،
تقلب الآن كفيها بين أيدي الناصحين
على ما أنفقت في حياتها السالفة
التي كانت "جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ"
محفوفتين بالنخل والزرع والأنهار
"كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا" ،
فأصبحت خاوية على عروشها..
فمتى بربك تستيقظين؟