الأحد، 25 فبراير 2018

يوم المعلم 2018م


كان أبي كثيرا ما يعلل محبته الخاصة واحترامه العالي لأخيه الأكبر؛ بأنه تعلم عليه قراءة القرآن الكريم في صغره. كان يقول: "إن له فضلا كبيرا علي". وكنت أجد في كلامه هذا تعبيرا عن الشعور بالامتنان، أو تعبيرا عن عظم بضاعة المعلم وقيمتها الثمينة.

ورغم مرور الأيام، وما أتاحته الظروف لأبي من الانضمام للمدراس النظامية حتى الصف السادس، وما تحصل عليه من قراءاته وحده إبان شبابه؛ فإن أبي –حفظه الله- ما يزال يستشهد بكلام عمي الكبير في كثير من الأمور ذات الصلة بمسائل الفقه، حتى لكأنه قد جعله مرجعه الأول في هذا الشأن أو في العلم عموما، وكثيرا ما يردد في مجلسه بيننا عبارات من مثل: "سمعت يوسف"، و"قال يوسف"، و"أخبرني يوسف"، وغيرها، على نحو أشبه بما يرد في مؤلفات العلماء –لا سيما القدامى منهم- حين يستشهدون بكلام العلماء غيرهم في سبيل تأكيد المعلومة أو تعزيز مصداقيتها أو إضفاء شرعية ما عليها.

في #يوم_المعلم أود أن أحيي (هذه المرة) المعلميْن: عمي العزيز (يوسف) لما تفضل به من إحسان على أبي، وأبي العزيز لما علمني إياه من قدر المعلم والوفاء لكل من أحسن إليَّ بجميل؛ بذكره وشكره وحُسْنِ رده!




الأحد، 18 فبراير 2018

ينايريات 2018م


29 يناير
في اللحظة العاصفة، في الموضع القلق، في مواقف التدافع المجنون؛ ثمة نقطة هادئة ثابتة عاقلة، في مكان ما من حولك؛ يمكنك الاطمئنان إليها والاعتماد عليها حتى تأمن السقوط!

23 يناير
لا بأس أن تصبر على (إساءة صغيرة) إذا كان من ورائها (إحسان كبير) على فقير أو المجتمع.. لا بأس عليك، فربما تُجْزى –والله ذو الفضل- بأجر الكاظمين الغيظ، وأجر الصابرين، وأجر المحسنين!

21 يناير
#مسندم_في_خارطة_سلطنة_عمان، رسما وواقعا؛ حقيقة لا تقبل التبديل أو التغيير. وبكون #مسندم_عمانية فإنها صمام أمان للخليج كله، لأن #عمان تفضل السلام خيارا استراتيجيا، عن بصر وفكر لا ضعف وخَوَر.
حفظ الله #السلطنة وشعبها من #مسندم إلى #ظفار، وكتب السلام لـ #الخليج_العربي وأهله جميعا..

20 يناير
بعض الأسئلة، كما هي بعض الأجوبة؛ تكفيك عناء طرح الأسئلة الأخرى أو مؤونة الإجابة على أسئلة لا نهاية لها.

15 يناير
إن في تجميل بيئة الكلام، وفي المعاني الإيجابية الخَيِّرة التي تبثها بين الناس، وفي النوايا الصافية التي تقودك إلى كل هذا؛ إحساسا بالمسؤولية الكونية، والتزاما بتحقيق الخيرية في المجتمع، ووجها من وجوه العبادة لله عز وجل..

6 يناير
ربما تُنجي الإنسانَ سريرةٌ طاهرة حتى وإن قَصَّرت به سيرته، وربما يَرِدُ بنواياه الطيبة -في كل ما يأتي ويَذَرُ- مواردَ الصالحين من حيث لا يدري ولا يتوقع الناس، وربما يَحْسُن ذكره بأعمال كان في إمكان الكثيرين القيام بها ولكن الغفلة حملتهم على التقصير عنها..
في الحياة أناس من أهل الجنة، لا يُعْرفون إلا بعد مماتهم!

2 يناير
المفردات التي كنت تختارها بعناية لتضعها في موضعها الصحيح من الكلام.. تلك الكلمات والجمل التي كان كلامك يزدان بها ويتألق في المجالس والمواقف؛ هل تعلم أنها كانت محط استماع الكثيرين من حولك، وهاهم الآن يعيدون استخدامها، فتجد لكلامهم في قلبك وسمعك ما كان الآخرون يجدونه من كلامك الأنيق!..
تخيل أن الكلمات الجميلة يمكن أن تكون صدقة، وأنها لو انتشرت فربما تكون صدقة جارية يعود أجرها عليك.. جدد نيتك الآن في أن يكون كلامك الجميل المخترع صدقة تبذلها في سبيل الله.



السبت، 17 فبراير 2018

خواطر قارئ


القراءة، ليست –على الأرجح- إعادة ترتيب العقل وتعزيز المعرفة فحسب، وليست القدرة على النظر إلى الأحداث من حولنا بعين جديدة فقط؛ بل هي –إلى جانب هذا كله- نفاذ –بشكل أو بآخر- إلى مكونات صناعة الأيام –إن صح التعبير- حتى لكأنها تسهم –من حيث ندري أو لا ندري- في صناعة تفاصيل أيامنا الجميلة!
إذا لم يكن الكلام أعلاه واضحا أو مفهوما، فلا عليك.. حسبك أن تعلم بأن ما يجده الإنسان من أثر القراءة الواعية شيء يحار في التعبير عنه، كما هي طبيعة الأشياء التي تبعث على فرحٍ غيرِ مستهلك أو معتاد!

**

ومما لاحظته، في حياتي ونفسي؛ أن اليوم الذي أبتدئه بالقراءة (وتحديدا، في كتاب ورقي) يترتب على نحو مريح، تماما كما يترتب بعض الطعام إذا سُبق أو لُحق بما يناسبه من أكل أو شراب، فيسوغ لمتناوله بلا مشقة ولا عسر..
هذا اليوم، في مجمله؛ لا أتخبط في تخطيطه وتنفيذ أعماله، ولا تتناولني فيه المشاعر المحبطة ولا الأفكار السلبية، ولا كثير مما يمكن أن يتنغص به يوم آخر..

**

متعة القراءة من كتاب ورقي، لا تضاهيها متع القراءة الأخرى. الورق كائن، إن لم يَسُغْ وصفه بـ (الحي) -بالنظر إلى أصله الأول-، فربما يسوغ وصفه بشبه الكائن الحي -بالنظر إلى طبيعته-..
ها أنت تقلب أوراقه، فينطبع فيها شيء منك، لونا ورائحة. ثم تعود إليه بعد حين من الزمن فيستقبلك بما أورثته إياه من اللون والرائحة، كأنما يقول لك: إنما أنا شيء منك..
وها أنت تكتب ملاحظاتك هنا وهناك، فتجد –حين تعود إليها بعد حين- أن للكلمات والحروف حمولة من التاريخ والذكريات: هذه الكلمة تدل على كتاب، ورسم هذا الحرف يدل على موقف، وهذا الحبر أو قلم الرصاص يدلان على أشكال وألوان، وهلم جرّاً..

**

اقتنيت مؤخرا (كندل) من (أمازون): جهاز مخصص لقراءة الكتب كما تعلمون؛ وفيه متعة شبيهة بالقراءة من الورق. لكنه يظل شبيها لا يغني عن الأصل، وإن كانت الخدمة التي يقدمها جليلة حقا. أرجو ألا تنسينا الأجهزة الحديثة القراءة بين حين وآخر من كتاب ورقي، فهو أحد الأشياء التي تذكرنا بطبيعتنا، تعيدنا إلى أصلنا، تُبقي على شيء من أشياء نفقدها – أو نكاد- في عصر سيولة التقنية.