الخميس، 30 أغسطس 2018

خواطر ثقافية | (4)


(8)
صديقي المثقف:
لم يهتد العلماء -من بني الإنسان😁: حتى لا يشطح بك الخيال!- (على اختلاف مجالات علمهم) بعد؛ إلى تفكيك كل أسرار الكون وحل ألغازه وإحكام المعرفة بقوانينه؛ وقطعا لن تستطيع ذلك أنت!
أنا وأنت وغيرنا لم نزل نعايش أشياء عجيبة في حياتنا دون أن نستطيع تفسيرها بمنطق مستقيم في عقول البشر..
حدث ذلك مثلا حين فكرت أنت مرة في شخص ما فإذا هو ماثل بين عينيك، أو ربما اتصل بك، أو دار اسمه مرات في حديث بينك وبعض أصحابك؛ حتى لكأنه هو أو من معك قد نفذوا إلى خواطرك.
وحدث ذلك معي حين تمنيت مرة أن يكون غدائي وجبة أحبها، وعضضت على شفتي ندما على أني غفلت تذكير أهل البيت بهذا فتكون جاهزة وقت الغداء، ولكنني حين رجعت وجدتها على النحو الذي تخيلتها به، كأنما انتقلت الصورة من خيالي إلى يد ربة البيت دون تفصيل ناقص!..
وحدث ذلك مرارا عند شخص ثالث فعل المستحيل من أجل تشغيل سيارته أو حاسوبه أو غيرها من الأجهزة، ثم جاء شخص آخر فعل ذلك ببساطة متناهية دون أن يبذل شيئًا مما بذل الأول، فكان تعليق أحدنا عليه: غريب!
وحدث ذلك حين وجد شخص رابع أثرا في جسمه لما كان رؤيا في منامه، بل ربما كانت بعض الآثار في جسم شخص آخر له علاقة بالرؤيا ولكنه هو نفسه لم ير شيئا في المنام!
هذه أشياء لا يستهجن الناس (على اختلاف مستوياتهم الفكرية) من تداولها في مجالسهم، وأحسب أن (الكرامات) شيئا منها، لا يشك في هذا عاقل، ولا ينكره..
وإن اختلفنا في التسمية، فليس هذا بشيء ذي بال، فكم من مسميات اتفق الناس عليها واختلفوا في أسمائها..
أما إن أبيت إلا رأيك في إنكار وجودها، فما باليد حيلة لإقناعك بها، وما في البال رغبة في ذلك أصلا، فليست هي مما ينبغي أن يعلم من الدين بالضرورة..
دع مسمى (الكرامات) لمن يؤمن بها، وفسر لنا -حفظك الله- غيرها مما يشابهها!

(9)
يبلغ الحمق ببعض الناس أن يتبنى –في لحظة ما- ما ينكره ويخالفه، ليس بسبب من علم أو بحث؛ بل نكاية –أو هكذا يحسب- بعدو لا يحب أن يوافقه على رأي!

(10)
أظن –والله أعلم- أن (النوايا السيئة) ليست هي وحدها ما يحمل بعض الناس على انتحال ما لم يكتبوه، وادعاء ما لم يفعلوه؛ ولكنه الجهل –أحيانا-، والغفلة أو الكسل.. وضروراتٌ في وقتها، يحسبون أن خير ما يعالجونها به هو هذا الفعل الشائن المَقيت.

(11)
أحيانا،
وليس دائما؛
يمكنك تمييز (المثقف الحقيقي) عن غيره من الأشباه، بـ(نقاش موضوعي) تلزمه فيه بما ينادي به من مصطلحات وأساليب تفكير؛ فإن التزم بشعاراته كان أصيلا في الثقافة جديرا بالإجلال والتقدير، تعلم أن لدى هذا الإنسان ما يقوله من علم ومعرفة.
وأما إن سكت وفر غيرَ مُسَلِّمٍ بما تلزمه به شعاراته الرنانة، أو انقلب على عقبيه بأثر من عصبية أو هوى أو غباء، مراوغا مبتعدا عن جوهر موضوع النقاش؛ فاعلم أنه نسخة مزورة، له قيمة مؤقتة على غفلة من الأعين الفاحصة، ثم لا تلبث (حين التمحيص) أن تمحي وتذهب أدراج الرياح. لقد كان المسكين يُنَفِّسُ عن عقده النفسية وعلاته الاجتماعية فحسب، وكان خليقا بالعقلاء أن يتبينوا هذا منذ الوهلة الأولى!

مشارق | 2


(11)
#الكتاب كائن معمر.
يموت مَن حوله ويبقى حيا ما بقيت الحياة.
قال #الجاحظ: "إني لا أعلم شجرة أطول عمرا، ولا أطيب ثمرا، ولا أقرب مجتنى؛ من كتاب".

(12)
قال (هرقليطس) مرةً: "إنك لا تنزل في النهر نفسه مرتين"، والمعنى أن ماءه يتغير فكل ما فات منه لا يرجع. كذلك الحياة؛ كل لحظة جميلة ضائعة لا يمكن استرجاعها. (السخط/ الزَّعل) أو (الغضب) أو (اجترار الذكريات السيئة) بين متحابين: استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير من لحظات العمر، سفك دم اللحظة الجميلة لتحيا لحظة قبيحة.. أليست هذه تجارة خاسرة في عمرنا القصير؟!

(13)
مقتضى التدين حركة كبرى أحيانا، وأحيانا كلمة صغيرة قد لا تسمع. لا يفرض عليك التدين شكلا واحدا من السلوك في كل مكان وزمان، ولا ينبغي له أن يفرض نمطا واحدا من التفكير. "لكل مقام مقال" كما يقولون، وإثبات المعروف وإنكار المنكر ليسا مقصورين على أداة واحدة فحسب "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه".

(14)
لبعض الأخبار السعيدة كيمياء عجيبة..
ترى أثرها في كل ما يحيط بك، وفي الداخل منك مثل تيار الكهرباء.
شيءٌ يشبه (العيد) الذي يصيب كل شيء بالجِدَّة والسعادة، بل ربما كانت هي (العيد) نفسه، ولكنها اختارت توقيتا غير معهود؛ تماما مثل ما يقول هامينغوي (السعادة عيد غير ثابت التاريخ)!!

 (15)
"أعوذ بالله" من كل شيطان يُحيل لحظات الأنس بالأحباب إلى لحظات نفور واكتئاب.. ومن كل شيطان يجعل روضة الكلام الجميل قبراً للصمت الثقيل.. ومن كل شيطان يكمن في بريئ الأفراح فيحيلها سكاكين تنكأ الجراح.. "أعوذ بالله" منه عدد كل شيء وسعه من الله أفضالٌ ورحمات، وعدد ما أنعم به على الناس أجمعين من حواس ومشاعر وقدرات، وعدد ما أودع فيهم وفي الكون من أسرار خفيات!

(16)
جرب أن تنظر إلى مكارهك بعين جديدة. حينئذ؛ قد تبصر ما لم تدلك عليه عينك القديمة من قبل، فتعرف أن لأعضائك خيانات صغيرة أو كبيرة، فتدرك أنك "حفظت شيئا وغابت عنك أشياء"، وقد ترى الجانب المظلم منيرا على غير عادته، فتعرف أن الليل وإن سلخ النهار فإن شيئا من النهار حي لم يزل، وأن الأشياء ليست كما تبدو أول مرة، وتدرك (حتما) أن ما خفي –في الظلام- أعظمُ نورا مما تصورت!

(17)
(المكان) المهيأ النظيف –ما أسعفت الإمكانيات-؛ اعتراف بفضل العلم وأهله.
يُشَرِّفُ العلم الأمكنةَ التي يَتَنَزَّلُ فيها: يرتفعُ به قدرُها، وتتقدس حوزتُها، وتظلُّ في كل أحوالها -عامرةً أو داثرة- محلَّ افتخارٍ بين الأجيال المتعاقبة..
قال السلطان #قابوس_بن_سعيد –حفظه الله ورعاه- يوما: "سنعلم أبناءنا ولو تحت ظل شجرة"..
لقد كان الرجل الحكيم يدرك أهمية عنصر (المكان) في معادلة التعليم، كما أدركها كل من انتقلت بهم الأيام من غرفة الطين الضيقة إلى القاعة الواسعة المجهزة بأحدث الوسائل.

(18)
لا يصدر الإنسان في (الفوضى) -التي تسكنه، أو تحيط به- عن طبع قذر دائما؛ فقد يكون هذا بسببٍ من مشاغله الكثيرة التي تنسيه ما يتعين عليه من شؤون التنسيق والنظام، فكأَيِّنْ رأينا علماء شغلتهم شواغل الجوهر عن شواغل المظهر.
وقد يكون هذا بسبب التردد وعدم القدرة على حسم ما يحتاج إليه وما هو زائد عن حاجته؛ تماما كما كان يعاني بطل عبدالفتاح كيليطو في روايته (أنبئوني بالرؤيا) من جراء تكدس الأوراق في مكتبه: "... كيف لي أن أعلم أنني لن أحتاجها ذات يوم؟ لما لم أستطع الحسم، تخليت عن الترتيب".

(19)
ولو أنك لم تنس نصيبك من (روح رياضية)
-كما يقولون-
لما أتى الغيظ على شيء منك.
ماذا عسى الغيظ أن يجلب إليك أو يرد عليك؟!..
ولكنك آثرت أن تكون وعاءً لكيميائه الحارقة،
فها أنت الآن تعاني ناره التي لا تزال تقتلك شيئا فشيئا.


(20)
كما "لا يسرق السارق حين يسرق و هو مؤمن
فكذلك الظالم..
لا يظلم حين يظلم وهو مؤمن!

علمتني تجربة البناء | (1)


(1)
علمتني تجربة البناء أن أتقوى بالأمل والحلم في أن يتوفر للمكان الذي اخترته لبناء بيتي جميع الخدمات المطلوبة. أطلعت أبي مرةً –قبل الشروع في البناء- على قطعة الأرض التي اشتريتها، فعاتبني كثيرا. كانت الطريق غير ممهدة، والسيارة بين صعود وهبوط، والبيوت قليلة متناثرة. قلت له: ستأتي يا أبي في مرة قادمة إلى هذا المكان وسترى أن الأحوال تغيرت كثيرا، وهو ما كان، والحمد لله.

(2)
علمتني تجربة البناء أن (البيت الجميل) إنما يجمل (أكثر) بالفكرة الجميلة الماثلة في نفس صاحبه عنه، وعن المكان الذي يحتمله، وعن الجيران من حوله.

(3)
علمتني تجربة البناء ألا أندم على ما فات من إخفاقات ما دمت قد حققت تقدما فيما أتى في الجوانب نفسها أو في جوانب أخرى. بعد أن اشتريت قطعة الأرض علمت أن أحد جيراني اشترى أرضه بقيمة أقل في الفترة نفسها تقريبا. لم أندم. كان هدفي أن أحصل على قطعة أرض مناسبة في حدود المبلغ الذي حددته، وقد كان هذا مرضيا لي. وكذلك عمدت إلى شراء عدد كبير من مواد البناء من مدينة بعيدة، بقصد التوفير في المبالغ وتعدد الخيارات؛ ثم اكتشفت لاحقا أنه كان يمكنني –بالقيمة ذاتها، أو أقل- شراؤها من مكان قريب.

(4)
علمتني تجربة البناء أن (المشكلة) إنما هي أحد وجهي الأمر فحسب، وأن (الفرصة) هي وجهه الآخر.

(5)
علمتني تجربة البناء أن الاستثمار الناجح لا يقوم في البيئة المهيأة فقط، بل يمكن أن يبدأ نجاحه من تهيئة البيئة نفسها، وصولا إلى شروطه الموضوعية المعروفة.

(6)
علمتني تجربة البناء أن الملاحظات والانتقادات التي لا تساق في وقتها ومكانها الصحيح؛ هي أقرب إلى أن تكون خطة إفساد وتدمير، بدلا من أن تكون خطة إصلاح وتعمير.

(7)
علمتني تجربة البناء أن ما تراه سهلا ميسورا لا يحتاج إلى تفكير وتدبير هو في الحقيقة عالم قائم بذاته له من التفاصيل ما يؤهل العارفين فيه إلى أن يتسموا باسم العلماء والخبراء.

(8)
علمتني تجربة البناء أن البعيد قد يكون أقرب إليك من القريب. ينطبق هذا على الأشخاص، والأشياء، والأحداث!


(9)
علمتني تجربة البناء ألا أصدق أن لكل أمر وجهين فقط، بل له وجوه عدة وفيه خيارات كثيرة، ولكن من ألجأ إليهم قد لا تكون لديهم خبرة أو معرفة إلا بهذين الوجهين فحسب!

(10)
علمتني تجربة البناء أن أسئلة الناس من حولك عن المشروع، والأفكار التي تأتي منهم في منتصف الطريق يمكن أن تضيف الكثير إليك وإلى مشروعك. فكرة هنا وفكرة هناك؛ يمكن أن تساهم في تصويب خطأ ما، أو توجيه الصواب ليكون أفضل مما هو عليه. إنها تفتح (إجمالا) منافذ متعددة ورؤى جديدة.



الخميس، 16 أغسطس 2018

مذكرات امتنان لله (4)


(1)
من مظاهر ضعف الإنسان
أن يبحث عن الشيء
وهو موضوع بين عينيه أو ممسك به بإحدى يديه،
يسأل عنه المحيطين به،
وربما افتر صارخا معبرا بذلك عن بالغ ضعفه البشري..
آن لنا
-وكلنا هذا الإنسان-
أن نصرف هذه الجارحة
التي لم تبصر ما هو في الخارج
إلى الداخل قليلا،
فلعلها تبصر ما نحن عليه من ضعف وافتقار لله،
فنعلم -حينئذ- علم اليقين
أننا نتقوى من ضعفنا هذا باقترابنا منه عزوجل أكثر،
وأن نشعر بالامتنان لربنا الكريم
الذي يعيدنا إليه مرات ومرات كلما نسينا وغفلنا!


(2)
تتذكر أباك الآن، وقد مرت عليه أيام كان يعجزه فيها أن يدفع (60) ريالا مرة واحدة..
تتذكره وأنت تدفع الستين وأضعافها في شراء غرض واحد أو غرضين من أغراض المنزل، الكمالية وليس الضرورية.
كانت الستون راتبه الذي يعول به أسرة كاملة. صبر على هذا فترة من الزمن، كان يعولك فيها وإخوتك بهذا الراتب الذي يتهالك قبل أن يبلغ الشهر منتصفه.. كم كان صبورا، وكم هو خليق بك الآن أن تعلم أن ما صرت إليه من سعة إنما هو نعمة من الخالق لم يكن لك فيها حول و لا قوة!


(3)
مهما بلغت بك الشهرة؛ فأنت نكرة مجهول في مكان ما، غريب لا يعرفك فيه أحد، طارئ جديد تحتاج إلى من يسلك بك في تفاصيل المكان.. في مكان كهذا تستعيد التجارب الأولى في التعريف بنفسك، حين لم تكن شيئا مذكورا، أو لم تكن تعني غير رقم من الأرقام. من النافع أن تشعر بالامتنان لمكانٍ يعلمك ما لم تكن تعلم من قدر نفسك، وأن تشعر بالامتنان –قبل هذا وبعده- لربك الذي يهيئ لك –بين حين وآخر- من الأدوات ما يقربك إلى الاتزان وينأى بك عن التطرف!


(4)
تنظر إلى الطفل الصغير،
وتعجب من حجم المتعة التي يجدها في أشياءَ عاديةٍ جدا!
كذلك كنت؛ صغيرا في كل شيء، تنظر بعينين مفتوحتين ودهشة بالغة إلى حجر ملقى أو نملة صغيرة أو بالون منفوخ، محتاجا للمساعدة فيما تعتقد الآن أن كبيرا عاقلا معافىً لا يطلب معونة فيه ولا إرشادا..
لقد أتى عليك حينٌ من الدهر لم تكن تعلم فيه شيئا، ثم بدأت تتوفر على معلومات صغيرة عما حولك، كَبُرَتْ وتكاثرتْ يوما بعد يوم. كنتَ -أيها الكبير- تعالج الأشياء والأحداث الصغيرة التافهة بوعي عال، حتى تمكنت منها، فاستقرت تلك المهارات في اللاوعي منك، فأصبحت كما أنت الآن؛ فهل تتنكر لتاريخك التعليمي؟
إذا عرفتَ أن الإنسان هو مجموع ما يتعلم، فعليك أن تعرف أن الشعور بالامتنان لكل من علمك واجب مقدس عظيم!
اشعر بالامتنان لمن رباك صغيرا، ولمن علمك فَتِيّاً، ولمن أسدى إليك جميلا في الحياة..
ودائما دائما، قبل هؤلاء وبعدهم؛ اشعر بالامتنان لربك الذي أودع فيك القدرة على التعلم، وعلمك ما لم تكن تعلم.


الأحد، 12 أغسطس 2018

يوليويات | 2018م



31 يوليو
قالت عمتي: "كانوا الصّْغَيْرين يْفَصَّلوا بزعفران وبارز". ومعنى كلامها أنه كان من عادة النساء في العناية بأطفالهن دون سن الثلاث سنوات؛ أن يعمدن إلى مزيج من (الماء) و(الزعفران) و(البارز)، يضعنه على مفاصل الصغير، بغية أن تستقيم عظامهم وتصلب.
وأضافت أنهن كن ينشدن أثناء ذلك:
فاطمة بنت النبي / داوت عبدها وبْري
قالت له عافاك الله / سبقت يدها عن يدي
|
بْري: بَرِئَ من سقمه.
البارز: قطع عطرية مثل اللبان تُحَكُّ في لوح حجري أصلف (التسمية العامية الصَّلَف، وهو ما صلُبَ واشتدَّ من الأرض ولم ينْبِت) حتى يتحول إلى طحين.
••
#حكايات_التداوي

٣٠ يوليو
يُمَسُّ الإنسانُ بعوارض الاكتئاب (أحيانا، إن لم يكن دائما) بسببٍ من رتابة الحياة التي يعيشها.
لاحظ أنه يسكن البيت الجميل، ويتمتع بمحيط إنساني ممتاز، ولديه من المال ما يصلح أحواله كلها ضروريها ومترفها؛ ولكن الرتابة تتناول هذا كله بريحها الخبيثة.
ماذا لو أنه سَنَّ لنفسه تغيير النمط الذي اعتاد عليه في كل شيء؛ بشيء جديد؟ يفعل ذلك بين فترة وأخرى، فيعينه على إعادة النظر إلى ما حوله بعين جديدة تكشف له المحاسن المخفية، وتنشئ له محاسن جديدة على الدوام؛ أليس يضع ذلك عنه إصره وأغلاله؟

٢٨ يوليو
اللقاءات العابرة بين الأهل والأصدقاء/ الأحباب عموما؛ لا ينبغي لها أن تحتمل سيئات مثل: العتاب الطويل المر، أو المدافعة عن رأي بما يؤلم النفس أكثر مما يخدم الحقيقة، أو الصمت الثقيل الذي يقتل ما يجدُر باللقاء أن يحييه.
خليق بلقاءات كهذه أن تكون على النقيض من كل هذا، فرب (تغافل) و(تنازل) و(تفاعل) في مواضع تلك السيئات؛ يستوفي ما طففته الأيام والليالي من قبل، ويُعَمِّر ما يهدمه التباعد، ويُسمن هزيل الذكريات بما يجعلها أكثر فاعلية وتأثيرا في مستقبل العلاقة بينهم.

٢٥ يوليو
يعصي المرء ربه، والله يستره..
يعصيه حتى يمل المعصية، والله لا يمل من الستر!
وحين يمل العاصي يتوقف، فيستشعر خير ما أفضى إليه بعد إقلاعه عن معصيته. لقد توقف فعلا، ولكنه لم يذكر الذي ستره ودفع عنه خزيا محتملا في الدنيا.. ينساه كأنما اهتدى بيده وحده، ولسان حاله لسان قارون: "إنما أوتيته على علم عندي"..
••
- أي نكران للجميل!

٢٤ يوليو
نصيرُك من الناس في الحياة، من يحتمل إخفاقاتك، ويحتفل بنجاحاتك. يدفعك برفق إلى جادة الصواب إن أخطأت، ويرفعك بصدق إلى أملٍ أعلى وثَّاب عند كل نجاح.
ينصرك حقا هذا الإنسان، ويحبك؛ فلا تهزمه بالتخاذل عنه أو التغافل، ولا تظلمه بإنفاق عاطفي بخيل حين يطلبك في منشط أو مكره!

23 يوليو
أتاكِ منتفضا للحق أحسنُه
وساق بالقسط فيكِ الخير أَوْزَنُه
ودار من دهره ما دار فيك عُلاً
ترعاكِ ألسنة منه وأعينه
قابوس.. فلتنشديه يا عمان على
أيام دهركِ إن غنَّاك أَلْحَنُه

22 يوليو
سُقْ من الآمال البيضاء ما تمحو به الذكريات السوداء. تذكر أن الأفكار هي التي تلون الأحداث من حولك. لا تنس إذن أن تغرس في كل يوم فكرة خضراء؛ تستظل بها في هاجرة الأيام، وتُنْجي بها القلب أن تتصحَّر حوافُّه وييبس غصنه!

19 يوليو
الدنيا مجلس مفتوح للحزن وللفرح. يأتي أحدهما من باب ويدخل الثاني من باب آخر، يلتقيان أحيانا ويتخالفان أحيانا أخرى. لكل منهما فراغاتٌ في الزمان والمكان؛ يتعين عليه ملؤها، وفق برنامج معد سلفا، بما يحفظ عليه فعاليته حتى تقوم الساعة.

18 يوليو
يعبر الإنسان أحيانا عن (تقديره لذاته) بإتقان عمله. يجتهد في ذلك حتى يبلغ الغاية، فيما يتبارى من حوله في تقدير ما يدفعه لذلك، وتفسيره. سيقول الوطنيون إنه (الوطن) يريد أن يكون خير سفير له، وسيقول المتدينون إنه (الدين)، وسيقول الاجتماعيون إنها (الحاجة)، وسيقول التربويون إنها (القيم)..
وما كان وراء هذا -على رغم ما قد يصدق من تأويلاتهم تلك في قليل أو كثير- إلا أنه يجد في إتقان العمل والإخلاص فيه التعبير الأوفى عن إنسانيته!

١٦ يوليو
"فإن الأرض واسعة، وفي الأقاليم سعة، والأقاليم السبعة معمورة ببني آدم، ومن وراء الأقاليم #خط_الاستواء أيضا معمور. وقد وصلت أنا بنفسي إلى قريب من خط الاستواء وليس بيني وبينه إلا مسيرة شهر، وكاد أن يستوي الليل والنهار فيه أبدا، وإنما وصلنا إلى قريب منه".
••
- كتاب: الدليل والبرهان.
- الإمام #أبو_يعقوب_الوارجلاني
500 - 570 هـ / 1106 - 1175 م
من علماء #الإباضية في #الجزائر

15 يوليو
رب (مبتسم) وهو عليل يتآكل جسده من الأمراض، ورب (مشغول) يتبدّى وكأنه الخَليّ الذي لا شغل له، وثمة (مهموم) لم يغلبه على مُحيّاه القلق والتفكير، وما كل (ضاجٍّ بالشباب والحيوية) يُرى أسود الشعر..
يتفاوت الناس في ما يظهر من مشاعرهم وأحوالهم، وبذلك يتفاوتون في أنصبتهم من سعادة الحياة..

١٤ يوليو
البدايات المتعثرة؛
ليست -دائما- عنوانا دالا على ما بعدها.
فكما يبدأ الحديث المهم المرتب، في بداية اللقاء، بأسئلة وأجوبة لا معنى لتكرارها بصيغ مختلفة، أو لا صلةَ عضويةً بينها وبين موضوع الحديث اللاحق؛ فكذلك تكون بعض النهايات، جميلةً بما لم يكن متوقعا من بداياتها..

١١ يوليو

يكاد يقتلك الحنين إلى أيام الطفولة الأولى.
يوجعك حين يبعث في مخيلتك صورة الطفل الصغير الذي كان يخوض في هذه العراص؛
خائفا أحياناً، وسعيدا أحيانا أخرى؛
ووحيدا مع أبيه، أو في جمع من إخوانه؛
وتائها في الزحام، أو مجتمع الشمل في رحلة العودة إلى القرية الصغيرة.
الذكريات الجميلة:
توجعك، وتدفعك، وترفعك؛
بالحنين!






١٠ يوليو
"ومن النزار بعمان #آل_عمير، فهم من عمير بن عامر بن صعصعة. وآل عمير قوم لهم الشرف في قبائل #عمان، وقد تولوا جانباً من ملك عمان، كما أخبر التاريخ عنهم، وفيهم مشاهير الرجال. وتولوا ملك #بهلى في القرون الوسطى، وذلك أيام بني نبهان، وإليهم يشير سليمان بن سليمان بن مظفر النبهاني حيث يقول، وهو بفارس، مستنجداً بملكها على أخيه حسام:
خليلي هل حِصْنُ العُمَيْرِيِّ عامرٌ ... وهل عقر نزوى مخصبات مرابعه؟
وقد ملكوا سمائل إلى وقت قيام دولة #الإمام_ناصر_بن_مرشد، وكان بها يومئذ مانع بن سنان العميري، فأخرجه الإمام من حصن #سمائل بالحرب لظلمه، ثم لم تعد إليهم".
*
#إسعاف_الأعيان_بأنساب_أهل_عمان.
الشيخ سالم بن حمود السيابي.

٩ يوليو
كل أمر يسعك (السكوت) فيه، فاعلم أنك تورد نفسك موارد الضيق، وربما التهلكة؛ إن تكلمت فيه.
تجاهل ما استطعت من لغو الناس، وجنب نفسك القيود التي قد يورثك إياها خَوْضُك فيما لا ناقة لك فيه ولا جمل، وفيما تعلم أن كلامك فيه لا يسمن ولا يغني من جوع..
وكلما عرفت أن للقوم في كل مرة حديثا تافها يشغلون به الشارع عن مهم الأمور، فأْتِ أنت بالحديث الطيب العالي الذي ينفع الناس ويمكث في الأرض.
بين عينيك أشياء كثيرة لتفعلها، والوقت أقصر مما تظن!

٧ يوليو
قد يبدو (صغيرا) في عينيك الآن
ما كان (كبيرا) في يوم ما،
و(عاديّاً) ما كان (مدهشا)،
و(كماليا) ما كان (ضروريا).
قد يبدو كذلك،
وربما لم يزل -بعدُ- على حاله الأول.
أما أنت؛
فمن المؤكد أنك لست أنت في حالتيْك؛ فمهما بقي من الأوصاف العامة، فإن بين التفاصيل القديمة والحديثة اختلافا كبيرا

٦ يوليو
كما لله رجال،
فإن لله نساء ذوات هم وهمة؛
بقية من سلف الأمة الصالح الكريم..
مظنة رحمات الله أن تتنزل، ونعم الله أن تبقى وتدوم.
حفظ الله أمنا الكريمة (زهرة العوفية)، وجعلها مباركة أينما كانت، مهدية إلى سواء السبيل..

5 يوليو
"ليس لنا مذهب إلا #الإسلام، فمن ثَمَّ تجدنا نقبل الحق ممن جاء به، وإن كان بغيضا، ونرد الباطل على من جاء به، وإن كان حبيبا، ونعرف الرجال بالحق. ولم يشرع لنا ابن إباض [#عبدالله_بن_إباض] مذهبا، وإنما نسبنا إليه لضرورة التمييز، حين ذهب كل فريق في طريق، وأما الدين فهو عندنا لم يتغير ولله الحمد".
••
#نور_الدين_السالمي
في رسالة أرسلها للمجاهد الليبي
#سليمان_الباروني


٢ يوليو
ترغب في شيء ما؛
فتنفق –في سبيل الفوز به- الأسباب الظاهرة والخفية.
وتصرف همتك عن غيره من الشواغل الدنيّة والعليّة،
ولكن الأيام تفاجئك بما لا ترغب فيه، على رغم ما قَدَّمْت وأَخَّرْت.
ثم تفاجئك أكثر –بُعَيْد هذا بقليل- بأن (غير المرغوب) لم يكن إلا غطاء يخفي تحته (المرغوب)، مهيأً لك في أحسن تقويم، مباحا لك كأنه حرام على غيرك..
وحينها تكون للفوز لذة مضاعفة، وحكمة بالغة تنفعك في النظر إلى ما كان، وإلى ما هو كائن، وإلى ما سيكون!