الأحد، 12 أغسطس 2018

يوليويات | 2018م



31 يوليو
قالت عمتي: "كانوا الصّْغَيْرين يْفَصَّلوا بزعفران وبارز". ومعنى كلامها أنه كان من عادة النساء في العناية بأطفالهن دون سن الثلاث سنوات؛ أن يعمدن إلى مزيج من (الماء) و(الزعفران) و(البارز)، يضعنه على مفاصل الصغير، بغية أن تستقيم عظامهم وتصلب.
وأضافت أنهن كن ينشدن أثناء ذلك:
فاطمة بنت النبي / داوت عبدها وبْري
قالت له عافاك الله / سبقت يدها عن يدي
|
بْري: بَرِئَ من سقمه.
البارز: قطع عطرية مثل اللبان تُحَكُّ في لوح حجري أصلف (التسمية العامية الصَّلَف، وهو ما صلُبَ واشتدَّ من الأرض ولم ينْبِت) حتى يتحول إلى طحين.
••
#حكايات_التداوي

٣٠ يوليو
يُمَسُّ الإنسانُ بعوارض الاكتئاب (أحيانا، إن لم يكن دائما) بسببٍ من رتابة الحياة التي يعيشها.
لاحظ أنه يسكن البيت الجميل، ويتمتع بمحيط إنساني ممتاز، ولديه من المال ما يصلح أحواله كلها ضروريها ومترفها؛ ولكن الرتابة تتناول هذا كله بريحها الخبيثة.
ماذا لو أنه سَنَّ لنفسه تغيير النمط الذي اعتاد عليه في كل شيء؛ بشيء جديد؟ يفعل ذلك بين فترة وأخرى، فيعينه على إعادة النظر إلى ما حوله بعين جديدة تكشف له المحاسن المخفية، وتنشئ له محاسن جديدة على الدوام؛ أليس يضع ذلك عنه إصره وأغلاله؟

٢٨ يوليو
اللقاءات العابرة بين الأهل والأصدقاء/ الأحباب عموما؛ لا ينبغي لها أن تحتمل سيئات مثل: العتاب الطويل المر، أو المدافعة عن رأي بما يؤلم النفس أكثر مما يخدم الحقيقة، أو الصمت الثقيل الذي يقتل ما يجدُر باللقاء أن يحييه.
خليق بلقاءات كهذه أن تكون على النقيض من كل هذا، فرب (تغافل) و(تنازل) و(تفاعل) في مواضع تلك السيئات؛ يستوفي ما طففته الأيام والليالي من قبل، ويُعَمِّر ما يهدمه التباعد، ويُسمن هزيل الذكريات بما يجعلها أكثر فاعلية وتأثيرا في مستقبل العلاقة بينهم.

٢٥ يوليو
يعصي المرء ربه، والله يستره..
يعصيه حتى يمل المعصية، والله لا يمل من الستر!
وحين يمل العاصي يتوقف، فيستشعر خير ما أفضى إليه بعد إقلاعه عن معصيته. لقد توقف فعلا، ولكنه لم يذكر الذي ستره ودفع عنه خزيا محتملا في الدنيا.. ينساه كأنما اهتدى بيده وحده، ولسان حاله لسان قارون: "إنما أوتيته على علم عندي"..
••
- أي نكران للجميل!

٢٤ يوليو
نصيرُك من الناس في الحياة، من يحتمل إخفاقاتك، ويحتفل بنجاحاتك. يدفعك برفق إلى جادة الصواب إن أخطأت، ويرفعك بصدق إلى أملٍ أعلى وثَّاب عند كل نجاح.
ينصرك حقا هذا الإنسان، ويحبك؛ فلا تهزمه بالتخاذل عنه أو التغافل، ولا تظلمه بإنفاق عاطفي بخيل حين يطلبك في منشط أو مكره!

23 يوليو
أتاكِ منتفضا للحق أحسنُه
وساق بالقسط فيكِ الخير أَوْزَنُه
ودار من دهره ما دار فيك عُلاً
ترعاكِ ألسنة منه وأعينه
قابوس.. فلتنشديه يا عمان على
أيام دهركِ إن غنَّاك أَلْحَنُه

22 يوليو
سُقْ من الآمال البيضاء ما تمحو به الذكريات السوداء. تذكر أن الأفكار هي التي تلون الأحداث من حولك. لا تنس إذن أن تغرس في كل يوم فكرة خضراء؛ تستظل بها في هاجرة الأيام، وتُنْجي بها القلب أن تتصحَّر حوافُّه وييبس غصنه!

19 يوليو
الدنيا مجلس مفتوح للحزن وللفرح. يأتي أحدهما من باب ويدخل الثاني من باب آخر، يلتقيان أحيانا ويتخالفان أحيانا أخرى. لكل منهما فراغاتٌ في الزمان والمكان؛ يتعين عليه ملؤها، وفق برنامج معد سلفا، بما يحفظ عليه فعاليته حتى تقوم الساعة.

18 يوليو
يعبر الإنسان أحيانا عن (تقديره لذاته) بإتقان عمله. يجتهد في ذلك حتى يبلغ الغاية، فيما يتبارى من حوله في تقدير ما يدفعه لذلك، وتفسيره. سيقول الوطنيون إنه (الوطن) يريد أن يكون خير سفير له، وسيقول المتدينون إنه (الدين)، وسيقول الاجتماعيون إنها (الحاجة)، وسيقول التربويون إنها (القيم)..
وما كان وراء هذا -على رغم ما قد يصدق من تأويلاتهم تلك في قليل أو كثير- إلا أنه يجد في إتقان العمل والإخلاص فيه التعبير الأوفى عن إنسانيته!

١٦ يوليو
"فإن الأرض واسعة، وفي الأقاليم سعة، والأقاليم السبعة معمورة ببني آدم، ومن وراء الأقاليم #خط_الاستواء أيضا معمور. وقد وصلت أنا بنفسي إلى قريب من خط الاستواء وليس بيني وبينه إلا مسيرة شهر، وكاد أن يستوي الليل والنهار فيه أبدا، وإنما وصلنا إلى قريب منه".
••
- كتاب: الدليل والبرهان.
- الإمام #أبو_يعقوب_الوارجلاني
500 - 570 هـ / 1106 - 1175 م
من علماء #الإباضية في #الجزائر

15 يوليو
رب (مبتسم) وهو عليل يتآكل جسده من الأمراض، ورب (مشغول) يتبدّى وكأنه الخَليّ الذي لا شغل له، وثمة (مهموم) لم يغلبه على مُحيّاه القلق والتفكير، وما كل (ضاجٍّ بالشباب والحيوية) يُرى أسود الشعر..
يتفاوت الناس في ما يظهر من مشاعرهم وأحوالهم، وبذلك يتفاوتون في أنصبتهم من سعادة الحياة..

١٤ يوليو
البدايات المتعثرة؛
ليست -دائما- عنوانا دالا على ما بعدها.
فكما يبدأ الحديث المهم المرتب، في بداية اللقاء، بأسئلة وأجوبة لا معنى لتكرارها بصيغ مختلفة، أو لا صلةَ عضويةً بينها وبين موضوع الحديث اللاحق؛ فكذلك تكون بعض النهايات، جميلةً بما لم يكن متوقعا من بداياتها..

١١ يوليو

يكاد يقتلك الحنين إلى أيام الطفولة الأولى.
يوجعك حين يبعث في مخيلتك صورة الطفل الصغير الذي كان يخوض في هذه العراص؛
خائفا أحياناً، وسعيدا أحيانا أخرى؛
ووحيدا مع أبيه، أو في جمع من إخوانه؛
وتائها في الزحام، أو مجتمع الشمل في رحلة العودة إلى القرية الصغيرة.
الذكريات الجميلة:
توجعك، وتدفعك، وترفعك؛
بالحنين!






١٠ يوليو
"ومن النزار بعمان #آل_عمير، فهم من عمير بن عامر بن صعصعة. وآل عمير قوم لهم الشرف في قبائل #عمان، وقد تولوا جانباً من ملك عمان، كما أخبر التاريخ عنهم، وفيهم مشاهير الرجال. وتولوا ملك #بهلى في القرون الوسطى، وذلك أيام بني نبهان، وإليهم يشير سليمان بن سليمان بن مظفر النبهاني حيث يقول، وهو بفارس، مستنجداً بملكها على أخيه حسام:
خليلي هل حِصْنُ العُمَيْرِيِّ عامرٌ ... وهل عقر نزوى مخصبات مرابعه؟
وقد ملكوا سمائل إلى وقت قيام دولة #الإمام_ناصر_بن_مرشد، وكان بها يومئذ مانع بن سنان العميري، فأخرجه الإمام من حصن #سمائل بالحرب لظلمه، ثم لم تعد إليهم".
*
#إسعاف_الأعيان_بأنساب_أهل_عمان.
الشيخ سالم بن حمود السيابي.

٩ يوليو
كل أمر يسعك (السكوت) فيه، فاعلم أنك تورد نفسك موارد الضيق، وربما التهلكة؛ إن تكلمت فيه.
تجاهل ما استطعت من لغو الناس، وجنب نفسك القيود التي قد يورثك إياها خَوْضُك فيما لا ناقة لك فيه ولا جمل، وفيما تعلم أن كلامك فيه لا يسمن ولا يغني من جوع..
وكلما عرفت أن للقوم في كل مرة حديثا تافها يشغلون به الشارع عن مهم الأمور، فأْتِ أنت بالحديث الطيب العالي الذي ينفع الناس ويمكث في الأرض.
بين عينيك أشياء كثيرة لتفعلها، والوقت أقصر مما تظن!

٧ يوليو
قد يبدو (صغيرا) في عينيك الآن
ما كان (كبيرا) في يوم ما،
و(عاديّاً) ما كان (مدهشا)،
و(كماليا) ما كان (ضروريا).
قد يبدو كذلك،
وربما لم يزل -بعدُ- على حاله الأول.
أما أنت؛
فمن المؤكد أنك لست أنت في حالتيْك؛ فمهما بقي من الأوصاف العامة، فإن بين التفاصيل القديمة والحديثة اختلافا كبيرا

٦ يوليو
كما لله رجال،
فإن لله نساء ذوات هم وهمة؛
بقية من سلف الأمة الصالح الكريم..
مظنة رحمات الله أن تتنزل، ونعم الله أن تبقى وتدوم.
حفظ الله أمنا الكريمة (زهرة العوفية)، وجعلها مباركة أينما كانت، مهدية إلى سواء السبيل..

5 يوليو
"ليس لنا مذهب إلا #الإسلام، فمن ثَمَّ تجدنا نقبل الحق ممن جاء به، وإن كان بغيضا، ونرد الباطل على من جاء به، وإن كان حبيبا، ونعرف الرجال بالحق. ولم يشرع لنا ابن إباض [#عبدالله_بن_إباض] مذهبا، وإنما نسبنا إليه لضرورة التمييز، حين ذهب كل فريق في طريق، وأما الدين فهو عندنا لم يتغير ولله الحمد".
••
#نور_الدين_السالمي
في رسالة أرسلها للمجاهد الليبي
#سليمان_الباروني


٢ يوليو
ترغب في شيء ما؛
فتنفق –في سبيل الفوز به- الأسباب الظاهرة والخفية.
وتصرف همتك عن غيره من الشواغل الدنيّة والعليّة،
ولكن الأيام تفاجئك بما لا ترغب فيه، على رغم ما قَدَّمْت وأَخَّرْت.
ثم تفاجئك أكثر –بُعَيْد هذا بقليل- بأن (غير المرغوب) لم يكن إلا غطاء يخفي تحته (المرغوب)، مهيأً لك في أحسن تقويم، مباحا لك كأنه حرام على غيرك..
وحينها تكون للفوز لذة مضاعفة، وحكمة بالغة تنفعك في النظر إلى ما كان، وإلى ما هو كائن، وإلى ما سيكون!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق