الاثنين، 25 سبتمبر 2017

شيء يشبه الرثاء
لروح الصغير (إلياس)، ابن أختي..
غادر الحياة عن شهرين ونصف
عن وعكة خفيفة عارضة،
تاركا ابتسامته البريئة،
متوجها إلى ربه .. رحمه الله!


الخميس، 21 سبتمبر 2017

يوميات صينية | الجزء الثالث

عن زيارة
مدينتي جوانزو وفوشان
خلال الفترة (12-17/3/2017م)

(16)
لست أدري لماذا كان رسم حروف اللغات الصينية واليابانية والكورية، وأمثالها من اللغات التي تكتب بحروف غير العربية أو اللاتينية؛ لست أدري لماذا كان يشعرني بالنفور. ألأنها تشبه الكتابات البدائية؟ أم لأنها تبدو كالرسوم التي يتعين معها الجمع بين مهارتي الكتابة والرسم؟.. لست أدري، ولم أفكر يوما أن أتمعن قليلا في هذه الكتابة العجيبة.
كنت أقول في نفسي (كلما رأيت هذه الحروف): أي تعقيد بالغ.. أي جريمة جناها اللغويون على بني لسانهم بمثل هذا الرسم؟.. هؤلاء الذين اخترعوا كل شيء؛ ألا يستطيعون اختراع رسم أسهل لحروف لغاتهم..؟!!
وكنت أتفق –إلى حد كبير- مع المعنى العميق للنكتة التي قرأتها يوما ما في مجلة ماجد، ومفادها أن شخصا زار اليابان فأراد أن يحكي لأصدقائه عن أعجب ما شاهده فيها، فقال: من بالغ ذكاء اليابانيين وعبقريتهم أن أولادهم الصغار يتكلمون باليابانية!
الإنسان عدو ما يجهل، وربما لذلك كنت أشعر بالنفور من طريقة الرسم هذه. لكن الأمر تغير قليلا بعد هذه الرحلة. حين كان الباعة يسجلون الفواتير؛ كنت أراقب طريقتهم في رسم حروف لغتهم. لقد كان ذلك يتم بمنتهى البساطة والسلاسة، وهو أمر –لست أدري لماذا- توقعت خلافه!..
وهذا قادني إلى أن أنعم النظر أكثر في رسم هذه الحروف. يبدو أن في داخل بعضها أشباهاً من حروف لاتينية مضافا إليها بعض الزوائد.. تستطيع أن تتبين -مثلا- حرف (A) و (B) و(T) وربما غيرها. مرة أخرى؛ لست أدري إن كان الصينيون هم الذين أخذوا الحروف اللاتينية وقاموا بتعديلات عليها، أم أن العكس هو الصحيح. في كل الأحوال؛ يوحي لي –الآن- شكل رسم الحروف الصينية أنها تعبر -بطريقة أو أخرى- عن العمق الحضاري الضارب للصينيين.
في ويكيبيديا وجدت هذه المعلومة: "تكتب الصينية بنظام كتابة فكرية تسمى (هاندزُ)، التي اخترعت قبل 4000 عام. يحتاج التلميذ إلى 6000 حرف ليقرأ جريدة عادية، وأكثر من ذلك ليقرأ الكتب القديمة. في الصين وسنغافورة يستعملون "الحروف المبسطة" التي لها أشكال مبسطة، لكن في هونغ كونغ وتايوان لا يزالون يستعملون الحروف التقليدية. تكتب أيضا أحيانا بنظام بينيين اللاتيني للتعليم وللأجانب. مجموع الرموز الصيينة أكثر من 60000 أو يزيد والشخص الصيني العادي يعرف ما بين 5000- 6000 رمز أما الأجانب فالذي يتقن اللغة يعرف ما بين 3000 - 5000 على الأكثر"..
وإذن فهذا الرسم قديم، وفيه من الحضارة ما فيه؛ لكنه لا يخلو –بحال من الأحوال- من التعقيد – الذي أظن أن عليهم تجاوزه. وقد قرأت أن تعديلات جرت على هذه الحروف في خمسينيات القرن الماضي، وربما يكون هذا دافعا لإجراء تعديلات أخرى، وخفض هذا العدد الهائل من الحروف!

(17)
ثمة طقوس متشابهة يمارسها الباعة في محلات الأثاث في (فوشان). بمجرد دخولنا المحل، تقطع البائعة التي قد تكون مشغولة بالأكل أو الهاتف أو حديث جانبي مع جاراتها؛ تقطع شغلها أو تنهض من مكانها إن لم تكن مشغولة بشيء لتتبعنا كالظل، وفي يديها الحاسبة. مع كل سؤال من جانبنا عن السعر؛ ثمة طقطقة على الحاسبة، يتلوها الجواب.
لاحظت أن هذه الحاسبات مختلفة الأشكال والأحجام والألوان بين محل وآخر. بعضها كأنه مصمم للنساء فقط، وبعضها من النوع المعتاد.
- هل هذه ملاحظة تستحق التدوين؟
•• ربما يتساءل البعض..
الذي لفت انتباهي في الحقيقة أسماء العلامات التجارية التي تنتمي لها تلك الحاسبات. علامات تجارية لم أشاهدها من قبل، وأغلب الظن أنها صينية، فَسِمَةُ تغيير حرف من علامات تجارية شهيرة تبدو جلية في بعضها، كأن يكون الاسم مثلا (كاثيو) بدلا من (كاسيو)؛ على النحو الذي نشاهده في كثير من المنتجات الصينية في أسواقنا.
على أن هذا لا ينفي وجود علامات تجارية شهيرة مثل (كاسيو) و(شارب) في بعض المحلات، ولكنه وجود خجول جدا بالقياس إلى الحاسبات الصينية.
في أغلب المحلات التي دخلناها كنا نستعين بهذه الحاسبات، لحساب سعر البضاعة بالريال العماني، ولكننا حين استخدمنا حاسبة الهاتف في أحد المحلات لاحظنا أن الحاسبة المستخدمة تعطي قيمة غير القيمة التي تعطينا إياها حاسبة الهاتف.
للوهلة الأولى ظننا أن مشكلة في الحاسبة، وأخطرنا البائعة بذلك. قالت بشيء من الارتباك فيما يشبه الاعتذار: إن ذلك بسبب تفعيل زر أسفل شاشة الحاسبة يقرب الكسور إلى أرقام صحيحة.
كانت تلك مفاجأة غير متوقعة لنا؛ فهذا يعني أن النتائج التي كنا نتوصل إليها في ما سبق من محلات لم تكن دقيقة تماما.
هذه الكسور تصنع أحيانا فارقا معتبرا قد يثبط عن الشراء، ولست أذيع سرا إذا قلت إن هذه هي المرة الأولى التي أعرف فيها بوجود زر له مثل هذا العمل في الحاسبة!

(18)
طوال الأيام التي قضيناها في (فوشان)؛ كان جدول اليوم يبدأ بمغادرة الفندق حوالي الثامنة والنصف صباحا، ثم المرور على (مطعم الإحسان) لتناول الإفطار، ومن هناك –مباشرة- إلى سوق الأثاث، أو إن شئت فقل (عالم الأثاث).
تستطيع أن تحدد مكان البداية في هذا السوق، ولكن بلوغ النهاية منه أمر مجهد حقا، لأنه ممتد بامتداد البصر، وفي كل قسم تدلف إليه اختلاف وجمال ودهشة. من يقول لك إنه استقصى هذا السوق بأكمله؛ فكلامه محمول على أحد وجهين: إما أن يكون على سبيل المبالغة، وإما أن يكون تاجرا قضى أسابيع يصول ويجول في هذا المكان. المؤكد أن أسبوعا واحدا لا يكفي للمرور على كل الزوايا والأركان فيه!
في اليوم الأول لنا في السوق، حين وجدنا أنفسنا في صالة واسعة للأثاث على نحو غير معتاد؛ أُخِذْنا بمنظر الأثاث الذي اجتمعت أنواعه وأشكاله وأقسامه في مكان واحد، كما اُخِذ الناس عندنا بمنظر المجمعات التجارية حين دخلوها أول مرة (كارفور: مثلا)، فرأوا في مكان واحد ما كانوا ينفقون الساعات الطوال في شرائه من أماكن متفرقة في الأسواق التقليدية. تجربة جديدة في التسوق.. هكذا هي تماما!
السوق مقسم ومنظم، ولكننا لم ننتبه لهذا في البداية. بعد يوم أو يومين؛ لاحظنا أرقاما تحدد المكان الذي نكون فيه. المبنى رقم (1) –مثلا-؛ يمتد على مسافة كيلو متر تقريبا، منقسما إلى أربعة أقسام صغيرة (A / B / C / D)، تفصل بينها الشوارع التي تقطع السوق. كل قسم من هذه الأقسام التي يبلغ طول الواحد منها حوالي (250 مترا)؛ يتكون من أربعة أدوار، وأظن أن الدورين العلويين منها يتصلان بنظيريهما في الأقسام الأخرى –إن لم تخني الذاكرة، في أحد المباني (على الأقل)-، فإذا نظرت إليها مجتمعة رأيت ما انقطع من الدورين الأول والثاني لأجل مرور الشارع كأنها أنفاق في المبنى، وعرفت أن هذه الأقسام تنتمي إلى مبنى واحد، وليست مباني منفصلة. لست أدري إن كان هذا السوق ملكا للحكومة، بمعنى أنها هي القائمة على بنائه على هذا النحو، أم أنه استثمار مشروط بمخططات جاهزة؛ لأن مبانيه تتشابه إلى حد كبير.
كنا نقضي في هذا السوق العظيم سحابة نهارنا، ثم يسحبنا المساء منه إلى الفندق، محملين بشيء من التعب وأشياء من الجوع. كان يخفف عنا التعب أن كل ركن تدخله، تتوفر لك فيه فرصة الجلوس على المقاعد المريحة، إضافة إلى شبكة (واي فاي) مجانية. أما الجوع؛ فلم يكن نصيرنا عليه إلا بلوغ (مطعم الإحسان): البعيد عن السوق، القريب من الفندق؛ حيث نتناول وجبة (الغدعش) -كما نقول في بعض دارج اللهجة مزجا بين وجبتي الغداء والعشاء-. ثمة باعة للأكلات الصينية الخفيفة على المداخل والمخارج، ولكن فكرة الأكل من طعام صيني (غير معتاد) لم تكن واردة إطلاقا. إنها فكرة مرعبة، بسبب ما كنا نسمعه من عدم تحرج الصينيين أحيانا من أكل بعض أنواع الزواحف والحشرات.. هذا فضلا (بالطبع) عن كون صفة (الحلال) قد لا تتوفر فيه.
الباعة هنا نادرا ما يقدمون ضيافة لزبائنهم، رغم أن الشراء من عندهم قد يصل إلى مبالغ كبيرة. ثلاث مرات (بالضبط) كانت استثناء من هذا كله. مرة حين قُدِّمَتْ لنا حلوى التمر بالجوز (أشرت لها في يومية سابقة)، ومرة حين عُرضت علينا علب مشروبات غريبة الأسماء، فأبينا إلا الماء. أما الثالثة فكانت في محل يبيع خزانات خشبية وغرفا للنوم. حين جلسنا للمفاوضة على السعر كانت آلة صنع القهوة، محملة بعتادها الشهي من حبوب البُن الذهبية؛ قريبة من مجلسنا، تشير إلينا أن هلموا، فيما بدا أن (رماد) أصحاب المحل قليل أو معدوم!.. وبدافع من الأيام التي مرت ولم تجر فيها على أفواهنا القهوة، ورغبة في استثارة رماد الكرم الصيني؛ أشار أحدنا إلى حبات البن، قائلا (بجرأة متسول محترف): هل لنا في شيء من القهوة؟ .. فكان أن تم لنا ذلك بلطف بالغ من أهل المكان، لنخرج بعدها شاكرين ذاكرين..
في اليوم الثالث أخذنا (جونسون) إلى مطعم تركي، يوفر طعاما حلالا، ويقع في أحد مباني السوق. المطعم تركي بنوعية أكله، ومديره التركي الذي يجلس على كرسي قريب من طاولة المحاسبة؛ أما العاملون فكلهم -حسب ما رأيت- صينيون، رجالا ونساء. تتوفر في المطعم الأكلات التركية المعروفة، ولكنها ليست (تماما) كالموجودة في المقاهي التركية عندنا في عمان. كنا بحاجة لتغيير نوعية الأكل التي داومنا عليها في (مطعم الإحسان)، خلال اليومين الماضيين، وكان المقهى التركي فرصتنا اللذيذة لذلك.
عدت لهذا المطعم مرة أخرى في اليوم الرابع والأخير لنا في سوق الأثاث، أما صديقي أبو هداية فقد أعرض عن ذلك، وآثر أن يستكمل الناقص من الأغراض التي لم يحسم أمر الشراء فيها بعد. حين التقينا لاحقا؛ أخذ يَجُرُّ عليَّ الملامات، واحدة تلو الأخرى؛ أن تركته وحيدا وجائعا!!.. قلت له (مداعبا): أما الوحدة؛ فذلك أمر اشتركنا فيه معا، وأما الجوع فذلك خيار الصالحين والزهاد، ولنعم ما اخترت أنت. نظر إلى بطنه الخالي، وتحسست على بطني الذي امتلأ، وكاد لسان حالنا (معا) أن ينطق بما يشبه المثل السائر: (كملامة جائع لشبعان)!

(19)
حين تود تعبئة سيارتك بالوقود في عمان تقف أمام عامل التعبئة، تخبره بكمية الوقود التي تحتاجها، فيؤدي إليك ما طلبت. يحدث هذا بصورة تلقائية طبيعية دون حاجة لمعرفة شخصية بالعامل أو صاحب المحطة. لم يحدث أن قيل لك أو لي، أو حتى لسائح غريب من قبل العامل في كل محطات الوقود التي نمر عليها هنا أو هناك إن الدفع يجب أن يكون أولا، أليس كذلك؟
يحدث هذا في عمان، وفي دول الخليج عامة، وربما في دول أخرى غيرها قريبة أو بعيدة..
لكن الأمر مختلف في الصين. لنقل إنه مختلف (مبدئيا على الأقل) في جوانزو وفوشان. يذهب سائق السيارة إلى البائع في المحل الملحق بمحطة التعبئة لينقده ثمن الكمية التي يريد تعبئتها من الوقود، ثم يستلم إيصالا يتم بموجبه تعبئة الكمية المطلوبة.
يبدو أن هذا جزء من الثقافة التجارية في الصين، وربما في مثلها من المجتمعات التجارية. أعني أن التجارة تجارة، تسير وفق نظام يجافي العواطف إلى حد كبير. تخفت العواطف والقيم قليلا أو كثيرا في المجتمعات المادية، بحسب قوة حضور المادة أو تراجعها.
الصينيون يمارسون التجارة (بما تعنيه من ربح وخسارة) في اللاوعي.
مما لاحظته أيضا ارتباطا بهذا الجانب أن موظف الاستقبال في الفندق الذي سكنا فيه؛ كان يطلب أن ندفع ثمن إيجار الليالي مقدما إضافة إلى مبلغ إضافي احتياطا لأي تأخر في إخلاء الغرفة. لاحظت أيضا أن جونسون يضع آلة تصوير أسفل المرآة الأمامية في سيارته. كنت أحسب أن هذا نوع جديد من الترف. ولكنه أخبرنا أنه يفعل ذلك حتى يتمكن من تصوير أي حادث يتعرض إليه، فلا يمكن لمن أخطأ فيه أن ينكر، لأنه سيكون قد صور الحادث وسيعرض الصور على رجال الشرطة. يأخذ الرجل حذره من الآن حتى لا يكون الضحية الخاسرة. لا يجب أن يكون محملا بطيبة زائدة فيثق في الناس فيخدع فيخسر. هكذا تبدو لي المعادلة هنا (إلى حد ما)، والله أعلم!

(20)
تستخدم الدراجات في الصين بشكل ملفت للنظر، يقودها الرجال والنساء، الشيب والشباب. دراجات ذات أشكال وأحجام مختلفة، منها الهوائية، ومنها النارية، ومنها ما يمكن أن نسميه -تجوزا- الكهروائية، وهي التي تعمل بالنظامين (الكهربائي والهوائي). في الواقع؛ كان الأكثر لفتا للانتباه هذا النوع الأخير. تم تزويده إضافة إلى الدواسات المعتادة في الدراجات الهوائية، بمحرك كهربائي يستورد الطاقة -فيما أظن- من حركة العجلات، حتى إذا وصل إلى حد معين أمكن استخدامه ليريح السائق قدميه على الدواسة، فلا يحركهما إلا حين تنفد طاقة المحرك.
(الدراجات الكهروائية)؛ هي أيضا شعوب وقبائل شتى، مختلفة في الأشكال والأحجام، ومختلفة في التعبير عن وجودها؛ فمنها الخاشع الذي لا تسمع منه إلا ما يشبه الهمس، ومنها ما يثير شيئا من الجلبة في المكان –إلى حد ما-.
ثمة أنواع بعجلتين، وأخرى بثلاث. ذوات العجلتين –فيما يبدو- للاستخدام الشخصي،  أما ذوات الثلاث فهي لأصحاب المهن، وهي مزودة بصندوق يناسب حجمها لحمل الأغراض. (وبالمناسبة؛ فقد رأيت أشباها لهذه الأخيرة في المجمع الصيني في بركاء، حيث يستعملها بعض باعة المحلات في جلب الأغراض من مخازنهم إلى الزبائن).
حين رأيت هذه العربات أول مرة –في الصين-؛ حسبت أنها نتاج ما طورته الطبقة الفقيرة لتحظى بفرصة التنقل السهل من مكان لآخر، ولكنني رأيت –لاحقا- أن هذه الدراجات يقودها أيضا من يبدو عليه توسط الحال ومنهم من يرتدي البذلات الأنيقة.
ربما يعود تنوع مستويات سائقي الدراجات إلى -ما تسميه إحدى الصحف التي كتبت عن الدراجات في الصين- (نظام التشارك الحر)، وبعبارة أخرى (نظام التأجير)، والمعنى أن عددا من هؤلاء السائقين إنما هم مُستأجِرون لا مُلاَّك، فربما يفضل شخص ذو مكانة رفيعة اسئجار دراجة -حين الزحمة- بدلا من استعمال سيارته الخاصة.
ولعل مما يساهم في انتشار الظاهرة سهولة نظام استئجار هذه الدراجات، حيث يتم ذلك –بحسب الصحيفة- من خلال تطبيقٍ في الهواتف الذكية. يُمَرَّر الجهاز فوق شريط ملتصق بالدراجة فتنفك أقفالها، كما أن قيمة الاسئجار رخيصة جدا، فلكل نصف ساعة نصف يوان (0,07 دولار)، وزد عليه أن الراكب حين يصل إلى وجهته، فليس عليه إلا أن يركن الدراجة حيث شاء!!
وربما تقوم الشركات المالكة لهذه الدراجات بتجميعها لاحقا في أماكن مخصصة، ليتم استجارها من جديد.
حين كنا نمر في بعض الشوارع، كنا نرى هذه الدراجات مركونة في مكان واحد، وكنت أحسب أنها لعمال مصنع أو شركة ما، حتى قرأت الخبر الذي نشرته صحيفة إيلاف الإلكترونية المشار إليه أعلاه.
تضيف الصحيفة أن ثلاثين شركة تعمل في هذه السوق، منها شركات رائدة مثل (موبايك) و(أوفو)، وأن عدد مستخدمي الدراجات المؤجرة في الصين بلغ عددهم في العام الماضي 16.9 مليونا، وهو رقم قد يرتفع إلى خمسين مليونا مع نهاية العام الحالي.


الثلاثاء، 12 سبتمبر 2017

خَلاَفة ..

ذكرني قول #الشنفرى –في لاميته الشهيرة- واصفا نفسه:

(ولا خالِفٍ، دَارِيَّةٍ، مُتَغَزِّلٍ .. يروح ويغدو داهناً يَتَكَحَّلُ)

بما هو مستخدم في #اللهجة_العمانية، في بعض المناطق من #عمان، من وصفٍ يراد به التنقيص من الرجل أو المرأة، وهو قولهم مثلا: (فلان خَلَافة).

جاء في بعض شروح #لامية_العرب، في معنى كلمة (خالف)؛ بأنه التافه الذي لا خير فيه، كما جاء في شرح المعنى الإجمالي للبيت أن الشاعر ينفي عن نفسه صفات المخنثين التي تتمثل في هذه المظاهر، ومنها (الخَلَافة).

والكلمة في لهجتنا تأتي في مثل هذا الإطار من معنى كلمة (خالف)، وإطار المعنى الإجمالي للبيت؛ مستخدمةً بصيغة المصدر، مراداً بها اسم الفاعل.

جاء في #لسان_العرب ، في باب (خلف): " فأَما الخالِفةُ، فهو الذي لا غَناء عنده ولا خير فيه، وكذلك الخالف" وفي موضع آخر: "الخالِفةُ: الطَّالِحُ ... يقال: إنه لخالِفٌ بَيِّنُ الخَلافةِ".