السبت، 21 مايو 2011

شد حيلك ..


يا ( شُدَّ حَيْلَكَ ) .. ( شُدَّ حَيْلَكْ ) !
أسرج لعزمِ الأمرِ خَيْلَكْ
و تَوَلَّ أنتَ جميعَ أمرِكَ .. كن فتىً
صَلْبَ المراسِ ، وأسمــــــــــــــــــــع الأيــــــَّـــامَ قولك !

ما انفكت الأيّـــــامُ

قاسيةَ الشجونِ

تَمُرُّ حَوْلَكْ

لا يخدعنّك لحنُها الورديُّ في أفقِ الأماني العابرةْ
فإذا اتكأتَ على اليقينِ رأيت كم هي مـــــــــاكرة

الاثنين، 16 مايو 2011

خواطر ثقافية | (2) | صاحب قضية!


(2)
" كلام فارغ " !! ..

هكذا قال (مرهون) عن أول محاولاته في الكتابة،
لكنه فوجئ بعد قليل بحزمة من الاتصالات تؤكد له أنه أصبح في عداد ( المثقفين ) .. !!!
" أنا أحد المثقفين .." ..
نظر إلى المرآة، وابتسم ..
كتب كلاما كثيرا عن الليل يسفك دم النهار ثم يجلسان معا بعد صلاة الظهر في حديقة المغرب، وعن بغضاء الحب التي تتلوى في تلابيب المشاعر فتنبجس منها أدخنة وعرة، و عن نجومٍ لا تخرج من مخبئها إلا في النهار فتنير صفحة الظهيرة حتى لكأنها ثلاجة باردة، وعن تيس جبلي ينبح في جبل الكور فتبتسم الوردة التي اشتراها مؤخرا من المشاتل الموجودة على طريق سوق السيب .. !!
ثم قيل له : إنها ثورة ، فأين صوت المثقفين ؟
" أنا مثقف ، وتلك ثورة " .. " أنا ثورة ، وتلك مثقف " .. " أنا مسقف ، وتلك ثروة " .. " أنا ورشة و تلك مفقس " .. " أنا ثور ، و تلك روثة " ..
اختلطت الأشياء على (مرهون) ، وحار و دار في أتون سؤال وجواب لا ينتهيان ..
كتب عن السياسة كلاما طويلا وكبيرا ..
ثم رأى الناس بعدها بأيام ،
المجاهد المناظل ( مرهون ) يقف معتصما ويصدر بيانا ويشجب حدثا ويستنكر موقفا ..
قال للناس : نحن ، و إننا ، و سوف ، و معكم ..
ردد الكورال من ورائه : إنه صاحب قضية !!

الأحد، 15 مايو 2011

سيم سيم وأخواتها !!


عاملة المنزل الأندونيسية التي استقدمتها مؤخرا، كانت تعمل في إحدى دول الخليج. تتكلم العربية بلهجة تلك الدولة التي عملت فيها ست سنوات غير متتالية، وتستخدم من الألفاظ الفصيحة ما لا نستخدمه نحن في لهجتنا اليومية.. تعرف (الإدام) ولا تعرف ماذا نريد إذا قلنا لها (صالونة)، وتعرف (الأرز) ولكنها تحار في قولنا (عيش)!!
وبينما تعيش (أسمي) الأندونيسية في عالم هذه الكلمات العربية الجميلة، فإن الهندي (كومار) الذي أنفق أكثر من عشرين سنة متتالية من عمره في عمان عاملا في مطعم قريتنا العتيق يتخلف عنها بمراحل وسنين طويلة، فما يحسنه من عربية هزيلة تجعله بالقياس إليها طالبا في الصف الأول، رغم أن مساحة حركته بين الناس أوسع، وطبيعة عمله كنادل في المطعم تتيح له التفاعل مع مستويات وشرائح مختلفة من الناس.
كانت (أسمي) طوال فترة عملها تعيش وسط أسر يصر أفرادها على التحدث بلهجتهم الحقيقية، يسمون الأشياء لها كما هو شأنهم عندما يتحدثون لوحدهم، ولا ينصرفون إلى رطانة يحسبونها السبيل الوحيد لإفهامها الكلام العربي. ولأن الحاجة أم الاختراع؛ فقد وجدت هذه المرأة التي لم تعهد هذه الكلمات وهذا الأسلوب في الأداء اللغوي نفسها تتجاوب يوما بعد يوم مع متطلبات محيطها الاجتماعي، كما يجد بعضنا نفسه إذا ذهب إلى بريطانيا او أمريكا أو غيرها من الدول التي لا يتكلم أهلها إلا بلغتهم الأصلية.
أما (كومار) فإنه سمع هذه الكلمات تنطق بطريقة مختلفة كلما تحدث إليه أحد أفراد القرية. وعرف منهم (كيف آل) إذا أراد السؤال عن الحال، و(هذا نمونة) إذا أراد أن يشرح شيئا ما، و(ما في مشكل) إذا أراد نفي وجود مشكلة ما.. وقالوا له: (متى يجي) بدل (متى جئت)، و(ما في مضبوط) بدلا من (غير جيد أو ما زين)، و(سيم سيم) عوض أن يقولوا (مثله) أو (شرواه) التي هي من فصيح العامية..
فلماذا نجعل ألسنتنا معوجة كلما تحدثنا إلى هذه الفئة من الناس في بلادنا، ونخترع من الألفاظ والتراكيب ما لا تسيغه أعراف اللهجة وقواعد اللغة، ونحشر حروف الجر ولا سيما (في) في ما لاناقة له فيه ولاجمل، ونلزم الأفعال صيغة المضارعة حتى لو كانت في الماضي أو المستقبل، وإن لسان الثقافة يقول لنا: ما هكذا تورد الإبل!