الجمعة، 4 يناير 2013

طاقة زائدة !!


عندما كثر الحديث وانتشر عن ظاهرة (التخميس) أو (التفحيط)، أذكر أن مسؤولا كبيرا سابقا في الشرطة قال ما معناه: إن هؤلاء الشباب (يعني المخمّسين) لديهم طاقة زائدة، ولا بد أن نوجد لهم آلية للتنفيس عن هذه الطاقة تحفظ أرواحهم وأرواح غيرهم من هواة المشاهدة، وتحفظ الصالح العام. وكانت الآلية هي إيجاد حلبات مخصصة لهذا الغرض، تم الإعلان عنها مؤخرا.
قلت في نفسي: إنه لو فسرت كثير من تصرفات الشباب وسلوكياتهم- مما يمثل خطرا على المجتمع- على أنها (الطاقة الزائدة)؛ لاحتجنا –بجانب بناء الحلبات- إلى مدن كاملة يُنَفِّسُ فيها هؤلاء وأمثالهم عن طاقتهم، لأن الطاقة الزائدة التي دفعت هذا إلى التفحيط، قد تدفع الآخر إلى السرعة الجنونية بين الأزقة الضيقة، وتدفع الثالث إلى تدمير المرافق العامة، وهناك من يحلم بجدران بيضاء يكتب عليها ما تملي عليه القريحة، وهناك ناشطو الحمامات الذين لا يروق لهم التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم إلا على أبواب دورات المياه –أعزكم الله-،  وما خفي كان أعظم.. ما الذي يضمن ألا يطالب كل هؤلاء بمنشآت تناسب طاقتهم الزائدة للتنفيس عنها (على الراحة) على غرار أصحابهم (المفحطين) ؟!!
وكنت أقول لصاحبي أثناء هذا كله إنني أملك حلا سحريا يعود على الدولة والشباب بفوائد جمة وعوائد طيبة!!
-      ما هو ؟ ..
قلت له: إنني لو كنت المسؤول لجلبت هؤلاء كلهم، ووضعتهم في ما يشبه معسكرات الجيش أو معسكرات العمل.. تمارين عسكرية، وبيئة عمل شاقة، وأرني بعدها وجه مفحط!.. هذه التمارين ستخفف قليلا من وطأة هذه الطاقة المزعومة، وبيئة العمل ستعلمهم – كأحسن ما يكون التعليم – حياة الخشونة والمعاني الحقة للرجولة، وكل هذا سينهض بشخصياتهم بما يضمن توافر قيم المسؤولية والنظام والانضباط فيها.. و لا تنسوا أن معسكرات العمل سيكون لها نتاج مثمر يمكن تسويقه، فمن ذا الذي لا يحتاج إلى الطابوق والحديد والصخور والرمل وغيرها مما يلزم البنيان!!
**
في الرابط أدناه، تجربة كوريا الجنوبية في معسكرات تدريب الأطفال، عرضته قناة الجزيرة بالأمس، فذكرني بالخاطرة أعلاه، وأحببت أن أشارككم الخاطرة والتقرير..
//



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق