الأحد، 30 ديسمبر 2012

الذين يخافون علينا ..


عندما كان أبي يوقظنا لصلاة الفجر أيام الشتاء، كنا نمعن في الاختباء تحت اللحاف الغليظ، نشده على أجسامنا بالرأس والرجلين، حفاظا على الدفء الذي أفسده البرد المتسلل لواذا من فتحة هنا أو هناك، وطلبا للأمان من العصا التي ستتسلل إلينا حتما، فلم يكن أشقَّ علينا من النهوض في تلك اللحظة!
وكان لسان الحال: يا لقسوتك يا أبي..
لم يكن يخطر ببالنا أن أبي يفعل ذلك، لأنه يخاف علينا من التقصير في حق الله، و من شؤم المعصية، و من اطمئنان إلى الدنيا، و ركون إلى الكسل والخمول!
الآن و قد أدركت أن من يوقظني للصلاة أو ينبهني عليها فإنما يخاف عليّ،
أقول لهم جميعا: شكرا، وجزاكم الله خيرا ..
شكرا لكما أبي وأمي: نضر الله وجهيكما، ودمتما في عافية وإيمان،
شكرا لإخوتي: جعل الله الألفة بيننا رباطا على الخير،
شكرا لزوجتي التي أيقظتني هذا الصباح : بارك الله فيك وحفظك أينما كنت..
شكرا ثم شكرا لا بنتي التي تقول إذا أذَّن للصلاة: باباه.. أنت بتروح تصلي ؟ .. أسأل الله أن ينبتك نباتا حسنا ، وأن يكتبك في الصالحين..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق