الأحد، 23 ديسمبر 2012

بعض (اليُتْمِ) يدار بالحكمة !

في فترة (العزوبية..
حين يرى الرجل أقرانه، يفضي كل منهم إلى زوجه وأولاده، فيما هو خِلْوٌ من هذا كله، ينتابه شعور (باليتم).. ويقول في نفسه مريدا للحياة: (يا ليت لي مثل ما أوتوا)، وربما تلا بصوت خاشع متصدع: "رب إني لما أنزلت إليَّ من خير فقير"..
فإذا تحقق له ذلك، وجبر الله كسره وجمع أشتاته في حياة زوجية كاملة، وجد نفسه في غمرة ارتباطات والتزامات وأمور لم يعهدها من قبل، وما يلبث أن يرى بعض أقرانه الذين ما زالوا خارج هذا الإطار، يسيرون ويجيئون كالطير الحر"لا يسأل عما يفعل"، فيتذكر أيام العزوبية بحنين بالغ.. ويقول في نفسه: "يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما"..
فإذا تحقق له ذلك (مؤقتا)، وأصبح فجأة (عزابيا) لسبب من الأسباب.. عاد له الشعور (باليتم)، وهو هنا شعور مضاعف لا يوصف..
سبحان الله!
المؤكد أن العاقل لا يحب أن يلبث طويلا في (اليتم العاطفي) – إن صح التعبير - باختياره، ولكنه كذلك لا يسعى مختارا إلى أن تكون حريته مقيدة.. وحيث إن الزواج أمر ضروري ومهم – عاجلا أم آجلا – وأغلب الناس – إن لم يكن كلهم – صائرون إليه لأنه موقف بشري جميل ونبيل أصلا، فإن الحكمة في إدارة الحياة الزوجية هي التي تكفل للزوجين حياة سعيدة.. وهنا يستطيع الزوجان الحكيمان أن يتفهم كل منهما – باقتدار بالغ - حاجات الطرف الآخر خارج إطار حياتهما المشتركة، وأن لكل منهما بجانب هذه الشراكة الجميلة؛ حياةً خاصة ينبغي أن يحياها بما يرضي الله ويحفظ له شخصية متوازنة تأتي بما ينفع الناس و يمكث في الأرض..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق