الأحد، 13 يناير 2013

و ما أدراك ما القهر ؟!! ..



الصياغة الإخبارية أعلاه لا تصلح - في تقديري – لأن تكون في جريدة رسمية محترمة، تمثل الحكومة، وتطالعها فئات مختلفة في المجتمع وخارجه.. قد تصلح لرسالة نصية في (الواتس أب) بين صديقين، أو في جلسة تزول الكُلفة فيها بين أفراد الأسرة الواحدة، أو في لقاء بين اثنين في أحد الأسواق.. أما أن تكون في جريدة فهذا من وضع الشيء في غير محله على يد من لا يحسن الصنيع، و لا يرقى إليه!!

كلمة (القهر) توحي بأن ما حصل شيء عظيم عظيم لا يصلح معه إلا التأوه والوجع والألم، وأن ما حصل من خسارةٍ منشؤه الظلم - الذي لا يقاوم بسهولة، فلذا يصيب المظلوم بالقهر والغيظ-؛ لا من سوء تدبير الفريق الخاسر نفسه أو من يقف خلفه من مشرفين ومدربين وإدارة.. وهنا قد يقول قائلهم: (ولكننا لم نكن نعني هذه المعاني أبدا، ولم تخطر في بالنا أصلا!!).. هذه هي الكارثة إذن، ألّا يعرف المحرر الصحفي الألفاظ المناسبة لأداء معانيه، وأن تجعل الجريدة العامة التي هي منتج ثقافي في الأساس لتكون محلا لألفاظ تدور في الشارع أو في السوق!!!

وبالرغم من تحفظي على هذا التجييش الإعلامي الكبير لمسابقات كرة القدم، واختصار الوطنية أو محاولة التأسيس لربط عميق بينها وبين الدورات الرياضية أيا كان نوعها، والتسويق لها على أنها محك تختبر فيه وطنية المشجعين والمتابعين واللاعبين – لأن هذا من تسطيح الحقائق و تغليب المظاهر و شغل الناس بما لا يستحق أن ينشغل به - ، بالرغم من هذا كله؛ فإنني أرى أن الأجدى لجماهير اللعبة أن يستثار تفاؤلهم لا إحساسهم بالظلم، لأن سلاح التفاؤل أقوى، وهو خطاب العقلاء الحكماء في كل زمان ومكان، وهو الأداة التي تنهض بقدرات وإمكانيات الشعوب، فمتى يعي هذا محرروا الرياضة، الذين جعلوا – بحق أو بباطل– في مؤسسة إعلامية كبيرة، يراد منها - بجانب الوفاء بحقوق المواطنين الإعلامية - أن تكون أداة للنهضة العاقلة؟!! ..

لست ضد كرة القدم ، فمن منا لم يلعبها أيام الطفولة ، ومن منا لا يعاوده الحنين إليها بين الحين والآخر ، و أعترف أنني في أحيان نادرة جدا أتابع من باب الفضول المعرفي ما تكتبه الصحافة الرياضية، وأتابع الشوط الثاني أو حتى جزءا كبيرا من مباراة نهائية يكون المنتخب الوطني طرفا فيها.. لكنني ضد الاهتمام بها إلى هذه الدرجة، وضد الهم والغم والبكاء الذي يصيب بسببها، وضد التعويل عليها حتى لكأنها أعظم ما اكتشفه التربويون في تربية الأجيال وتوجيهها، وضد الكلام الذي يطول عنها بلا داع حتى لكأنها أعظم ما عرفته البشرية من علوم أو اختراعات..

هناك تعليق واحد: