الاثنين، 22 يناير 2018

الزهراء، ومسلسل الفدائي!



هكذا تتضامن #الزهراء_العميرية مع قضية العرب والمسلمين؛ #قضية_فلسطين التي عادت للواجهة مؤخرا بعد أن توارت بعض الشيء في فترة ماضية.. يقول الفتى أو الفتاة في الصورة (انتصار فلسطين ونحن كلنا فدائيون). أظن أن الزهراء استوحت كلمة (الفدائي) من مسلسل درامي كانت تعرضه قناة الأقصى الفضائية بهذا الاسم، وما زلنا نتابع جزأه الثاني عبر (يوتيوب). كانت شغوفة جدا به، إلى حد أنها تبكي إذا ما شاهدنا حلقة بدونها، وتصر على أن نعيدها حتى تعرف ما جرى فيها من أحداث. قلت لها مرة: يمكنك معرفة الأحداث السابقة من أحداث الحلقة القادمة، فقالت لي: أبي أنا أحب معرفة تفاصيل التفاصيل..

لم ألاحظ من قبل –في رسومات (الزهراء) السابقة- شيئا مما له علاقة بفلسطين. أعترف أن هذا الموضوع كان غائبا إلى حد كبير عن الكلام اليومي مع الصغار. ربما كنا نذكره عرضا، أنا وأمهم؛ تعليقا على خبر، أو جوابا على سؤال عابر، أو ترديدا لأنشودة قديمة!!.. ولكن حين ضجت وسائل الإعلام مؤخرا بقرار #ترمب نقل سفارته إلى #القدس؛ حضر إلى الواجهة بقوة، وأصبح من الضروري تحديث معلومات الصغار حول هذا الأمر. للأسف الشديد؛ غُيِّبَت فلسطين –أو هكذا أظن- عن المناهج الحالية في مدارسنا، فلم يعد صغار اليوم يرددون ما كنا نردده أيام الطفولة: (فلسطين داري/ ودرب انتصاري)، ولا غيرها من الأناشيد والقصائد التي كانت تعزز العلاقة بين جيلنا والقدس والمسجد الأقصى المبارك.. غابت القضية الأولى للعرب والمسلمين، لأسباب كثيرة، ليس هذا مجال شرحها، ولن تحيا إلا إذا انتبه الوالدان في البيت، والفاعلون (عموما) في المجتمع لذلك؛ بتزويد جيل اليوم بالمعارف والقيم المرتبطة بهذا الموضوع، تزويدا يحدد المستوى المنطقي والمعقول من العلاقة بينهم وبين هذه القضية، دون إفراط ولا تفريط..

ألاحظ في الرسمة أيضا، مما يؤكد لي أن (الزهراء) متأثرة في الرسمة بالمسلسل المذكور؛ أنها ترسم لثاما على وجه الفدائي هذا، على نحو ما يفعله شباب المقاومة الفلسطينية في بعض حلقات المسلسل، ولكن الإضافة التي تضيفها من عندها أنها رسمت قميصه بألوان علم #فلسطين..

يبدو واضحا أيضا أنها تتبنى فكرة أن مصير #إسرائيل إلى زوال –بإذن الله-، ما فتئت المقاومة مستمرة، وما فتئ التأكيد على إرجاع كامل الحقوق العربية المسلوبة؛ أقرأ هذا في النار التي رسمتها تحت علم الكيان الغاصب، وموت الصهيوني المستعمر برصاصة مقاومة..
وهذا، بالضبط، ما أراده القائمون على المسلسل. أرادوا له، وهو -فيما أتصور- أحد أعمال درامية نادرة في قطاع #غزة؛ أن يجسد معاناة أهلنا في غزة و#الضفة، وأن يربط المسلمين والعرب بقضيتهم الأولى، حتى لا يغيبها النسيان والغفلة والسياسات العدوانية الماكرة؛ وقد نجح في هذا إلى حد بعيد، وإن لم تُسعف الممثلين -بعض الأحيان- إمكاناتهم الفنية، ولم تسعف بيئة العمل التجهيزات اللازمة..

لا أستطيع أن أتبنى نصيحة لكم بمشاهدته (مع صغاركم) أو عدمها؛ ففيه مشاهد عنف كثيرة، والأمر متروك للوالدين، ليقررا ما هو مناسب؛ ولكنني أنصح الكبار بمشاهدته، ففيه تفاصيل لا تخبرنا عنها نشرات الأخبار ولا الأفلام الوثائقية ولا مصورات الأناشيد..

أما أنا؛ فممتن لهذا المسلسل، وممتن لمن دلني عليه من الأصدقاء؛ فقد شغفت جدا به مع صغاري، وقد وجدت فيه –فضلا عما ذكرته أعلاه من إيجابيات- تغييرا عن نمط المشاهدة الذي اعتادوا عليه، وربما أسعدهم أن يروني إلى جنبهم في مشاهدته بعد أن كانوا يقضون الساعات وحدهم في مشاهدة مسلسلات الكرتون. يقول لي أسامة، بعد مغرب كل يوم: أبي.. متى سنشاهد الفدائي؟ بل ويجعله شرطا ليكف عن فوضى يحدثها في البيت، أو ليتوقف عن البكاء في مواقف أخرى.. ويذكرني المهند أحيانا فيقول: أبي، اليوم دور الحلقة الثانية عشرة..
قالت لي أمهم مرة، بعد أن لاحظت تعلقهم به: أهنئك على أن جعلتهم يحبون هذا المسلسل، إنه ربط مهم بالقضية!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق