الأحد، 21 فبراير 2016

حول المعرفة الفقهية في عمان

كتب الداعية المعروف، الشيخ عبدالله العيسري على صفحته في فيس بوك بتاريخ 11 جمادى الأولى 1437 ه، 20 فبراير 2016م التدوينة التالية حول المعرفة الفقهية في عمان:
"المعرفة الفقهية في عمان تعيش مأزقا خطيرا؛ فبعد أن كانت رمسات المساجد بين العشاءين يتعلم فيها عامة الناس فقه المعاملات والأنكحة وأحكام الديات والأروش والعُقَل، محيت هذه المفردات من عقول طلبة العلم، وأصبح قصارى جهدهم - إن لقوا شيخا - أن يسألوه عما وقع لهم في صلاتهم، ومعظمها أسئلة '' طبخت حتى احترقت '' كما عبر عن ذلك شيخنا الخليلي - حفظه الله تعالى -
وما الحل؟
الحل فيما يبدو لي - والعلم عند الله - :
١- أن يُنبّه مشايخ العلم أن حلقة فقه يحضرها ثلاثة طلاب ثابتون، خير وأبقى أثرا من آلاف المحاضرات التي يشرقون بها
ويغربون
٢- أن يعتني الدعاة بالكتاب الفقهي المسموع؛ مثل (تلقين الصبيان ) و (الدلائل) و (مختصر الخصال) و (مدارج الكمال) و (جامع أركان الإسلام )؛ فتُقرأ في أقراص، وتُنشر في الساوند كلاود، و يحض عليها الطلاب على سماعها
٣- أن تقيم المساجد مسابقات في قراءة الأبواب الغائبة؛ فاليوم مسابقة قي قراءة أقسام البيوع، وبعد أسبوع في المرابحة، وبعدها في المضاربة، وهكذا حتى يفرغوا مما تدعو إليه الحاجة من أبواب المعاملات، ثم ينتقلون للأنكحة، ثم لأصول الأرضين ، وهكذا.
وعلى أن تحاكي المسابقة دوريات كرة القدم؛ فتكون بين فرق عديدة، وكلما جاءت تصفية كانت مثيرة أكثر من سابقتها
٤- أن يمحض بعض الدعاة حياته لنشر مبادئ اللغة العربية ، وتتبعها مبادئ الشريعة، فيشرف على حِلَق علم إشرافا عاما؛ وتتبعه حلقة علم في إبراء وثانية في نزوى، وثالثة في الرستاق، ورابعة في السويق، وخامسة في البريمي ، وهكذا الشأن في بقية حواضر عمان
وتكون لهم رؤية وخطة واضحة
الرؤية: إخراج ١٠٠ طالب كل عام لديهم مبادئ اللغة العربية ومبادئ كل الأبواب الفقهية
الخطة: أنا مستعد للعون في وضعها؛ حين أرى الجد في طلبها، وفي تنفيذها
٥- أن يخصص برنامج (سؤال أهل الذكر ) خمس دقائق من كل حلقة ؛ للتعريف بمصطلح من المصطلحات الفقهية، مع إحالة المشاهدين لكتب سهلة الفهم، يستزيدون منها
هذا ما ظهر لي والله أعلم بالصواب"
*
وكنتُ أحد المعلقين، بتاريخ (13 جمادى الأولى 1437هـ، 22 فبراير 2016م) فكتبت:
شكرا لكم شيخنا على جهودكم الطيبة. أسأل الله أن يجزيكم بها خير الدنيا والآخرة. فكرة المسابقة رائعة جدا، على أن تتوفر لها الإمكانات التنظيمية والبشرية والمادية. وأخص من بين الإمكانات المذكورة عنصر الدعاية والإعلام، فلهما دور فاعل في التحفيز وتشكيل رأي عام إيجابي –بإذن الله- حول هذه المسابقة، وهو أمر مهم كما تعلمون.
*
واتصالا بهذه النقطة؛ فقد بات من المهم أن يعتني المشائخ القائمون على حلقات المساجد، برفع هذه الدروس على الإنترنت، لزيادة المحتوى الإلكتروني في هذا الجانب، ويكون ذخيرة يتزود منها طالبو العلم في كل مكان وزمان. كما يمكن لأي منهم، العمل على حلقات فقهية متسلسلة، ورفعها على يوتيوب وساوند كلاود، وغيرهما من مواقع الصوت والصورة، والأمر متاح حتى بالهاتف النقال، ولمشائخنا الكرام أسوة حسنة في تجارب الشيخ عبدالله العيسري، والأستاذ أبو أفلح العبري، وغيرهم في هذا السبيل.
*
أضيف إلى اقتراحاتك المباركة –شيخنا- في هذا الشأن؛ أن تنهض كلية العلوم الشرعية -من باب التفاعل مع المجتمع- بدورات فقهية، للصغار والكبار. فمن لا يتيسر له الالتزام ببرامج #حلقات_المساجد؛ ينل نصيبه من هذه الدورات التي ستحل إشكالات كثيرة، وسترقى –بالتالي- بالمعرفة الفقهية لدى كثير من الناس. وأقترح أن تكون هذه الدورات مجدولة بشكل سنوي، بحسب الإمكان وظروف المشائخ، تدور على مناطق عمان جميعها، ليعم نفعها.
*
نقطة أخيرة، بشأن الكتاب المسموع.. الفكرة رائعة جدا، والأمر متاح للجميع، فالهواتف النقالة تتوفر على تطبيقات مدهشة لتسجيل الصوت، بشكل نقي وواضح. أعني أن الأمر في متناول الجميع، إذا لم يكن في الإمكان التواصل مع استوديو متخصص. ولا بأس أن يتنافس أصحاب الأصوات المناسبة للقراءة في قراءة كتاب واحد، فالناس أذواق، ويمكن –تاليا- عمل مسابقة لأفضل قراءة تشجيعا للمهتمين بهذا الجانب. وسيكون حسنا ممن لديه المعرفة؛ أن يدلنا على أفضل نسخة مطبوعة من الكتب التي ذكرها الشيخ عبدالله تمهيدا لقراءتها ورفعها في المواقع المعروفة كساوند كلاود وغيره..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق