الاثنين، 2 نوفمبر 2015

انطباعات !

يحدث أحيانا أن تتولد لدينا انطباعات سلبية عالية، وربما تتطور إلى مشاعر غير ودودة تجاه أشخاص لم نعرفهم من قبل.. لم نلتقِ بهم في مكان، ولم نسمع لهم حديثا في وسيلة من الوسائل، ولم نقرأ لهم ولم نقرأ عنهم!!
هذه المشاعر والانطباعات تكونت بأثرٍ من أشخاص آخرين عرفوهم عن قرب بوسيلة ما، وخبروا أفعالهم وأقوالهم؛ بما قد يؤهلهم لإطلاق حُكْمٍ ما عليهم..

ثم تمر الأيام، فتتاحُ لنا –بشكل أو بآخر- فرصة التعرف عليهم أكثر.. بالاطلاع على نتاجاتهم وأخبارهم إذا كانوا من أهل الثقافة والسياسة والاقتصاد وغيرها، أو بلقاء مباشر في مكان عام أو خاص إذا كانوا من الأشخاص الذين يكثر أن نلقاهم في حياتنا اليومية؛ فتتغير نظرتنا إليهم بشكل كامل، وتتحول مشاعرنا تجاههم إلى النقيض تماما مما كانت عليه سابقا..

ندرك حينها أننا وقعنا في خطأ فادح، حين لم تكن انطباعاتنا تلك مبنية على أساسٍ قويم ولم يكن يحتويها منهج سديد.
كم ظلمنا (هذا) حين جعلناه أسفلَ سافلين، وكم كنا مفتونين بـ (ذاك) حين رفعناه إلى أعلى عليين!! كم حرمنا أنفسنا من فضل (هذا) حين جعلنا نتاجه الفكري ضلالا مبينا، وكم أوقعنا أنفسنا في ورطة حين جعلنا نتاج (ذاك) حكمةً بالغة!!

إن الحكم على الشيء فرعٌ من تصوره –كما يقول الأصوليون-، وإن التصور (هنا) يعني أخذ الصورة الأصلية الكاملة غير المجتزأة والمعدلة بأدوات الآخرين..
إن تجاربنا الشخصية، واطلاعاتنا الذاتية على كل شيء في المحيط من حولنا؛ يجب أن تكون المصدرَ الوحيد لانطباعاتنا العامة!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق