السبت، 31 مارس 2012

بين الظاهرة الصوتية، والظاهرة العقلية .. !


من حيث الفكرة العامة، أؤيد ما جاء به د.طالب المعمري عضو مجلس الشورى في التسجيل الذي تم تداوله عبر وسائل الاتصالات المختلفة، ولكني أختلف معه في أسلوب الطرح..
هذا الأسلوب قد يلقي بظلال من الشك لدى بعض الناس حول أعضاء المجلس، من جهة أحد أمرين، أو من جهتهما معا: كفاءة العضو ومصداقيته!
**
إن المرشح الكفء هو الذي يدرك أن الهدوء هو الوضع الأقوى للتعبير عن الرأي، وأن الحجة الدامغة إنما تكتسب صفتها من تعضيدها بالأدلة والبراهين لا بارتفاع الصوت وكثرة انفعالات الجسد بما يؤدي تاليا إلى تهييج العامة وعدم النظر إلى المحاسن فيما يفعله أي مسؤول مخلص في جهات حكومية مختلفة..
**
كما أن العضو الصادق المخلص، ليس هو الذي يجعل من نفسه بوقا لكل ناعق.. هناك من لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب (كما يقولون)، فلا تقع أسماعهم و لا أبصارهم و لا أفئدتهم إلا على الخطأ.. فكل المسؤولين في رأيهم فاسدون، وكل الحكومة خطأ، وكلامهم في الليل وفي النهار: لا يوجد عندنا خير، انظروا إلى ما عند الجيران..
إن عضو المجلس الذي يحب أن يعزف على هذا الوتر مع علمه ومعرفته بهذا المبدأ البسيط (المجلس ساحة لكل مطلب شعبي مشروع)، يجعل مصداقيته في محل الشك.. هل يسعى إلى مزيد من الشعبية بين من يمثلهم فيقطع الطريق على أي منافس محتمل في الدورة التالية؟ أم يسعى إلى منصب رفيع محمولا على أكتاف الشعب؟ أم هو جزء من مخطط لإضعاف أي بوادر ثقة بين الحكومة والشعب؟ ..
**
هل نحن بحاجة إلى صوت جريء فقط (ظاهرة صوتية)، أم إلى حجة دامغة (ظاهرة عقلية) أم إلى صوت هادئ رزين وكلام مؤسس على أدلة وبراهين، يحوطه الظن الحسن من كل جانب، وتسوق إليه النية الصادقة في عرض المطالب؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق