الأربعاء، 14 مارس 2012

خواطر.. على الخواطر المحرمية!..


بالإشارة إلى ما يكتبه هذه الأيام الأخ (زكريا المحرمي) عن الشيخ ناصر بن جاعد؛ لدي ملاحظات سريعة على (الخواطر) الثلاث التي نشرها في صفحته على الفيس بوك ومجلة الفلق الإلكترونية وملحق (شرفات الثقافي)،،
أبعثها له هنا.. وأرجو أن يتقبلها بصدر رحب:

** عرضت هذا المكتوب في حلقاته الثلاث على (عقلي)، فبان لي أن الأنسب تسميته بـ(الخواطر) لا الدراسة.. مع احترامي لشخصك الكريم ولكل من يرى غير رأيي، وللإنصاف فإن هذه التسمية تنطبق على ما قرأته منها إلى الآن (فقط).

** يبدو لي أن الانتصار للذات في هذه (الخواطر) هو الحاضر الأكبر من الانتصار للحقيقة العلمية وربما كان هو الحافز وراءها، فتعبيرات من مثل (إن الأقزام يكفيهم التسلق على أكتاف مثل هذا العملاق ليراهم الناس نقاطاً صغيرة أو ربما لا يرونها بسبب ظله الهائل، أما شأن العظماء والمجددين النجباء فهم وإن ظهرت صورتهم في قعر مياه الأب العملاق المنسابة أنهار كارزميته، إلا أن تلك الصورة ليست سوى انعكاس لتألقهم كالنجوم في السماء وكالشموس في الفضاء)، و (إنها الرغبة الدفينة لدى سدنة الرجعية منذ ذلك العهد إلى هذا الأمد في طمر تراث الابن وجعله هباء بدد)، و(والمتابعات البوليسية المنطلقة من وهم الفرقة الناجية)، و(...بسباحته ضد التيار الجارف لمروجي فكرة الفرقة الناجية) تعطي مثل هذا الانطباع.. قد يسألك بعض الناس: ألا تتسلق أنت أيضا على كتف هذا العملاق (بحسب تعبيرك) باجترار كلامه وتأويله بما يرفع من شأو منهج تتبناه؟ وماذا عن الرغبات الدفينة لدى سدنة الحداثة؟ وهل كل من أبدى ملاحظة على كتاب أو مؤلف يسمى محققا بوليسيا؟.. ويقول لك آخرون: إنك تقع فيما تنتقده على الآخرين أيا كانوا، فأنت تروج أيضا بخواطرك هذه لما تسميه (وهم الفرقة الناجية) لأنك ترى أن النجاة في (العقل).. وبالمناسبة، فأنا أرى أن ترويج كل فئة لما تعتقد أنه نجاة في أي مسلك من مسالك المعرفة الدينية أو الاجتماعية أو الاقتصادية أو غيرها هو ترويج مشروع لا ينبغي أن يعاب ما دام مصطحبا لاحترام الآخر..

** آمل أن تكون الأخطاء اللغوية والتركيبية والإملائية والنحوية الواردة في هذه الخواطر هي أخطاء مطبعية: (ذات المشهد)، (تأنس العتيق)، (اخطئتها)، (وجعله هباء بدد)، وهذا المنقول: "(وإنما يهوداه وينصراه ويمجساه أبواه) "، وإلا فربما تهتز ثقة (العاقلين) من الناس فيما تصل إليه من نتائج وما تتبناه من آراء، وربما عللوا ذلك بخطأ في القراءة والفهم.. أقول (ربما) !

** في هذه الخواطر روح نصرانية ويهودية وشيء من الأساطير والخرافات التي يتجافى بعضها مع العقل، وأنت تخشى عليه أن يتحطم (على صخور الخرافة والجمود والتخلف)، كما يتجافى تصريفها في مواضعها من الكتابة عن المشروع التسامحي الذي تهدف إليه هذه الخواطر، وربما تغلق بوابة (اللقاء بين الحضارات) قبل فتحها، وتهدم (الجسر لتجاوز الهوة التاريخية بين أتباع الديانات) قبل بنائه لأنها مُنْبَتَّةُ الصلة بحاضنتها المسلمة: (حراس هيكل الأرثذوكسية)، (سدنة الرجعية)، (طائر الفينيق لا يموت احتراقا وإنما يتجدد)، (ابتدأ فيه الكهنوت بالتوسع)، (حراس هياكل كهنوت الأمة).. لست أدري ما المبرر العلمي للتمسح بها !!

** أنت تُلزم ما تنقله عن غيرك نتائج من عندك، فإذا كان الشيخ ناصر بن جاعد يصف من تنطبق عليه هذه المقدمة: "...لم يهتد إلى الاعتقاد، ولم ينو الخلاف، وكل شيء لزمه أدى" بأنه (معتقد) وأثبت له إيمان أبيه وأمه حواء، فهل هذا يعني أنه يخلص إلى أن "جميع البشر هم من أهل الجنة سواء أكانوا مسلمين أم يهودا أم نصارى باعتبار أن الإيمان فطرة عقلية، ما لم يكابر أحدهم الحجة إن انتصبت أعمدتها في عقله". أشك كثيرا في هذه النتيجة يا شيخ زكريا!!.. ثمة فرق بين كونه مستحقا لصفة (معتقد)، وبين كونه (من أهل الجنة).. هذه الأخيرة من عندك لا من عنده كما تقول إنها نظريته!!.. وهنا أسأل عن (إبليس) بمَ استحق اللعنة فهو (معتقد)، والذين يؤمنون بالأوثان أنها تقربهم إلى الله زلفى بم استحقوا صفة (الكفر) فهم (معتقدون)، وابن نوح الذي وصفه الله تعالى بأنه (عملٌ غيرُ صالح) أو (عَمِلَ غير صالح) في قراءة أخرى: هل كان مشركاً؟ وما هو هذا العمل غير الصالح الذي عمله فحكم الله تعالى لنوح عليه السلام "إنه ليس من أهلك"؟ .. وبعبارة أخرى: ما هو تعريف العمل الصالح الذي إذا أضيف إلى الإيمان بالله واليوم الآخر كان الإنسان بمنجاة من النار ومستحقا للجنة..؟

أرجو أن تكون هذه الملاحظات الصغيرة مفيدة، وشكرا ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق