الأربعاء، 4 أبريل 2018

مارسيات | 2018 م


28 مارس 2018م
يهاجم المتطرفون في كل شأن من شؤون الحياة بعضهم بعضا..
ولو أنهم تأملوا قليلا؛ لوجدوا أن كلا منهم كان –بوجه من الوجوه- سببا للآخر، فكم أدى التطرف في اتجاه ما إلى ردة فعل عنيفة في الاتجاه المضاد!
ولو أنهم جنحوا للوسطية؛ لربما وجدوا أن اختلافهم إنما كان في القشور فحسب، وربما ساغ في موقعهم الجديد ما لم يكن سائغا لهم ألبتة في موقعهم القديم، حيث يرون له الآن وجوها لم يعرفوها من قبل، ومبررات -جديرة بالنظر- لم يكونوا يقيمون لها أي اعتبار!


26 مارس 2018م
تشبه الأحداث التي تجري من حولنا -في وجه من الوجوه- القصيدة الفذة، يتناولها النقاد بالتفسير والتأويل، فيقول فيها كل منهم قولا لا يُشبه قول الآخر..
على أن لكل قول ما يؤيده من داخل القصيدة وخارجها، ولكن اختلاف مواقعهم في النظر جعل كلا منهم يرى ما لا يرى غيره..
الأيام قصيدة ملهمة، ولكل منها فيها قول صحيح!


24 مارس 2018م
لا تصان منجزات الحضارة بالقوانين فحسب؛ بل يصونها –قبل هذا وبعده- إحساسٌ عالٍ بالمسؤولية. لا يمكن للقوانين أن تُجَرِّم كل قبيح، بل ولا تستطيع وضع تعريف عام دائم لكل مستقبح، فقد يجمل ما كان قبيحا في يوم ويقبح ما كان جميلا في يوم آخر..
أما الشعور بروح المسؤولية وتغليب المصلحة العامة؛ فإنهما –ما وُجدا- أخلق بأن يدفعا الإنسان باتجاه وضع كل شيء في موضعه، دون أن ينفي هذا (بالطبع) أهمية القوانين المنظِّمة وضرورتها!



19 مارس 2018م
يخطئ إنسان في آخر،
فتمر الأيام وبينهما من الضغينة ما بينهما،
ثم يفترقان وينسى كل منهما ما حدث،
ثم يلتقيان بعدما نسي كل منهما -أو يكاد- اسم صاحبه..
ومن عجائب القدر حينئذ؛
أن يستقبل الأول الثاني بوجه بشوش، وقلب محب، وإحسان بالغ؛
كأنما يكفر عما مضى دون أن يدري. هكذا تقضى بعض الديون!


18 مارس 2018م
أحيانا؛
تبدو (الفكرة) مجنونة لحظة خطورها..
ولكن أسئلة هنا وهناك، وأفكارا تفصيلية أخرى تفرعت منها؛ تعمل على تثبيتها في العقل شيئا فشيئا، حتى إذا تمكنت من تفكير الإنسان؛ احتشدت أحداث في الزمان ومعالم في المكان، تؤيدها على نحو عجيب.
تأمل؛
كيف أن (الفكرة) تقود الداخل والخارج معا!


16 مارس 2018م
بين الفلاح وأرضه؛
كما بين الأب وابنه.. قد تختلف الصورتان في قليل أو كثير، ولكن قاسما مشتركا بينهما لا يخفى على من يلاحظ سعادة الفلاح بما تمنحه إياه أرضه وإن كان شيئا يسيرا؛ تماما كما يفرح الأب بعطاء ابنه وبره دون نظر إلى مقداره!



14 مارس 2018م
كل ما أعرفه عن #ستيفن_هوكينج هو ما طالعته اليوم في مواقع التواصل الاجتماعي فحسب. لقد تأثرت للمفارقة البالغة بين (حاله الضعيف) و(أثره القوي). طالما أخفت المظاهر المتعثرة جواهر عبقرية، تفاعلت فيها الفكرة اللامعة والنية الدافعة والعمل المنظم المستمر، فكان لها الأثر الخالد!

***

في كل (حي) أو (جماد) ظاهر الفساد؛ شيء خفي من الصلاح، بقية من الفطرة النقية.. تبديه لحظات فارقة أحيانا، أو لحظات حرة من الرقباء أحيانا أخرى، أو لحظات الإلهام العالي..



13 مارس 2018م
ربما يجد الإنسان،
في إنسان آخر لم تكن تربطه به أي علاقة؛
نقطة ضائعة منه في دروب الأيام،
أو شبها بعيدا بشخص حبيب (في الشكل أو الصوت أو الحضور)،
أو طبعا كان يناضل أن يتطبع به فلم يوفق،
أو شيئا يجذبه إليه ولكنه يعجز عن تحديده وتفسيره؛
فلا يملك إلا أن يحبه، أو يتأثر به، أو يتخذه عنوانا دالا على مرحلة فاصلة في حياته!


7 مارس 2018م
الإغراء،
على أية حال؛
شيء من الحرب، وإن بدا لك أنه شيء من السِّلم!



5 مارس 2018م
بين عينيك أبواب كثيرة يمكن أن توصلك لهدفك، لكن الباب الذي يتعين عليك اختياره لتبلغ غايتك بأسرع مما يقضيه الآخرون هو الباب الذي ينفتح على درب قصير سالك آمن..
/••
فكر في الأبواب الذكيـــــة دائما !!



4 مارس 2018م
في الشارع المؤدي إلى معرض مسقط الدولي للكتاب زحمة، وفي المواقف زحمة، وفي الداخل زحمة..
هؤلاء الناس أتى بهم الكتاب من كل حدب وصوب، مختلفين في مشاربهم وظواهرهم وجواهرهم، قليلا أو كثيرا؛ ليجمعهم -هذا الكائن المؤثر- في مكان واحد، كما يجمع الوطن أشتاتا مختلفين من البشر في حيز واحد، أو كما يجمع الجد الكبير أحفادا بينهم من الاختلافات ما أمعن الزمن في توسيعه جيلا بعد جيل..

الكتاب وطن جامع، لا يفرق بين صغير وكبير، وعالم ومتعلم، وأنيق في هيئته وأشعث أغبر، ومتدين متشدد ومتغرب منسلخ. يجمع الأضداد فتبدو كأنها مترادفات، لا يستقيم معناه بدون اجتماعها معا..
وكما يحتفي بمحافله المثقفون (على اختلاف طبقاتهم ومجالاتهم وانتماءاتهم الفكرية)؛ يحتفي بها غيرهم ممن يحب أن يكون الكتاب زينة في بيته، أو من يجد في معارضه متنزها غير معتاد، أو من يجد في حضور فعالياته طريقة مبتكرة ومستهلكة -في آن واحد- لتزجية وقت فارغ..

والكتاب -قبل هذا وخلاله وبعده- أب ينتسب إليه كل محب للعلم والمعرفة، وكل طالب حظوة في الدنيا أو الآخرة أو كليهما، حتى ليمكن استبداله بالأدب في قول الشاعر:
"إن لم يكن نسب؛ يؤلفْ بيننا / (أدب) أقمناه مقام الوالد"!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق