الاثنين، 16 يناير 2017

قصة علامات الترقيم العربية

أحد موضوعات اللغة العربية التي لم أفكر في القراءة عنها أبداً: (الترقيم). كنت أرجع أحيانا إلى بعض المراجع للتأكد من صحة استخدام علامة ما في مكان معين، وغيرها من الأمور البسيطة التي يغني فيها مرور سريع خاطف.
وحين رجعت ذات مرة رجوعا متأنيا، بدت لي بعض المعلومات جديدة، لذا أحببت مشاركتكم إياها.
*
يعود الفضل في وجود علامات الترقيم المتداولة حاليا في الكتابة العربية إلى أحد الكُتَّاب الكبار في مصر. إنه العلامة أحمد زكي باشا، الذي قام بوضعها استجابة لطلب من ناظر المعارف العمومية في مصر آنذاك، أحمد حشمت باشا.
وقد ذكر في كتابه الذي سماه (الترقيم وعلاماته في اللغة العربية) أن الفضل في وجود مثل هذه العلامات يعود –ابتداءً- إلى أحد علماء النحو في روم القسطنطينية اسمه (أرسطوفان)، حيث كان أول من اهتدى لمثل هذه الطريقة في تقسيم الكلام المكتوب وتصنيفه، ثم توالت من بعده الإضافات والتحسينات من قبل علماء اللغات الإفرنجية، حتى بلغوا الغاية في ذلك.
وقد استفاد أحمد زكي باشا في عمله هذا من العلامات التي وجدها مبثوثة في كتابة اللغات الأجنبية، ومما استعمله النساخ المصريون في كثير من الكتب العربية، فكان أن قام بتعديل وضعها، بحيث يمكن كتابتها بالقلم العربي، من اليمين إلى اليسار، ثم أضاف إليها رموزا أخرى مما تدعو إليه طبيعة التركيب العربي.
ثم أوجد لعمله المذكور مصطلح (الترقيم)؛ مبررا ذلك بأن مادة (رَقَمَ) تدل على العلامات والإشارات والنقوش التي توضع في الكتابة وفي تطريز المنسوجات، ومنها أخذ علماء الحساب لفظة (رقم وأرقام).
ومن يرجع إلى الكتاب يجد أن أسماء بعض العلامات قد تغيرت –أو كادت- عن التسميات التي ذكرها أحمد زكي باشا في كتابه، فمثلا اختار هو للفاصلة اسم (الشولة) كما اختار لما يشيع عندنا باسم علامة التعجب (علامة الانفعال)، وسمى علامات التنصيص بـ (التضبيب).
بقي أن أقول إن الكتاب موجود بصيغة (PDF) على الشبكة، ويمكن تحميله مجانا من موقع مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة (ناشر الكتاب)، من هنا .. 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق