الثلاثاء، 1 سبتمبر 2015

مذكرات العمرة 1436 هـ

(1)
في الحملات البرية تعب شديد، لا سيما إذا كان عدد المشتركين أقل من أن يحظى بحافلة كبيرة مريحة، وكان حظك أن تذهب في حافلة صغيرة أو متوسطة. هل ستحل شبكة القطارات المزمع تنفيذها بين دول الخليج هذه المشكلة؟ هل ستكون أكثر راحة للذين لا يقدرون على السفر جوا أو بسيارة خاصة؟


(2)
كنا نصلي الفجر جماعة في مسجد صغير في الرياض. حين كان إمامنا يقرأ السورة، في الركعة الأولى؛ دخل المسجد شخصان، يرتديان ملابس خليجية، ولست متأكدا من أنهما سعوديان رغم مظهرهما الدال على ذلك. تحدثا قليلا إلى شخص، كان يجلس قبالتنا بعد أن أنهى صلاته. تجاوزا صفنا، وأقاما الصلاة من جديد.


(3)
كان عدد المتسولين في سنوات سابقة أكثر. أكاد أقول بأنني لم ألحظ أحدا يتسول. ما الذي حدث لتلك المجموعات العجيبة من المتسولين. قالت زوجتي: أظن بأنهم أوجدوا لهم فرص عمل شريف، فقد رأينا في مصلى النساء في الميقات أفريقية تبيع في كشك صغير، وهي تبدو كبعض من كانوا يتسولون!


(4)
تبدو الكعبة صغيرة الآن قياسا بما شيد -على جانب من الحرم- من عمارات شاهقة ضمن مشروع (وقف الملك عبدالعزيز للحرمين الشريفين). كانت الكعبة أكثر هيبة في السابق. يشتغل الطائفون أحيانا بالنظر إلى تفاصيل العمارات الشاهقة، فينسون ما هو خليق بالمكان من تفكر وعظات وعبر.. ولست أدري أين سيولون وجوههم بعد أن تحيط شواهق العمارات بالكعبة من كل حدب وصوب!


(5)
الأسعار في مكة مرتفعة نوعا ما، عن نظائرها في عمان. المشوار الذي تقطعه بسيارة الأجرة في عمان بـ 200 بيسة، تقطعه هناك بما يعادل أكثر من ريال عماني! وستزيد ضعفا أو قريبا منه في أسعار المواد الغذائية في البقالات.. سألت صاحب بقالة صغيرة: كم تدفع من إيجار لهذا المكان؟.. قال: سبعين ألف ريال سعودي في السنة، ولدي عمال، وفواتير الخدمات..


(6)
سرقة الأحذية، أو أخذها على سبيل الخطأ ما زال مستمرا، لكنه أقل نوعا ما عن مرات سابقة. لاحظت أن أكياسا لحفظ الأحذية هيئت على المداخل لمن شاء أن يحمل نعله معه إلى مكان قريب من جلوسه. فقدان الأحذية يكثر عند الأبواب، لا في الداخل. ثمة أشخاص أظن أنهم ليسوا من المصلين هم الذين يقومون بسرقة الأحذية.


(7)
موضة التصوير عموما، و(السيلفي) خصوصا انتشرت بشكل عجيب. يطوف بعضهم وكاميرا الهاتف المحمول موجهة إلى وجهه. يقف بعضهم أمام المقام معطلا حركة الناس من أجل صورة يلتقطها لنفسه، أو يلتقطها له غيره في هذا المكان المزدحم. بنات منقبات وغيرهن يمشين في المسعى كأنهن في سوق، يتبادلن الضحكات، ويلتقطن لأنفسهن صورا ومقاطع فيديو.


(8)
في المدينة المنورة استعنت بسيارتي أجرة بين السكن والحرم النبوي الشريف. كلا السائقين سعودي. سألت أحدهما -وكان شابا- إن كان متفرغا لهذا العمل، فأجاب بالنفي. قال: أعمل مدرسا في المدارس الابتدائية، وفي وقت الفراغ أعمل على سيارتي هذه.
تبدو سيارته متهالكة، أما الأول -الذي يبدو في أواخر الخمسينيات من عمره- فقد كانت سيارته أحسن حالا. وهذا الأخير ذكر لي في معرض الحديث بيننا أن له ابنا يعمل في أحد فنادق المدينة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق