الأربعاء، 11 فبراير 2015

نظرة على ( نظرات في الحجة الواضحة)

تعليقا على مقال
( نظرات في الحجة الواضحة)
لحمد بن مبارك الرشيدي
نُشر في صحيفة البلد الإلكترونية بتاريخ 10/2/2015 م
**
" ثم إنه إن كان الخطأ الذي تشير إليه هو مثل قولي في المسألة التي سميتها الانتصار، فإن ذلك منه كثير، فإني لم أقل فيها إلا الحق الذي نطق به الكتاب والسنة، كما أوضحته فيما تقدم، لكن يكون هذا المعترض بين حالتين، لابد له من إحداهما، إما أن لا يكون يفهم الغلط من الصواب، فيكون فرضه السكوت عما لا يعلم، والتسليم لمن يعلم، وإما أن يكون ممن يميز ذلك فيكون قد سمى الحق الواضح بالغلط، فيكون قد أضله الله على علم، فهو أشد طغياناً وأبعد كفراناً، ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور "

**

حياك الله أستاذ حمد.. ذكر الشيخ السالمي –رحمه الله- في صدر هذا المقطع أن رأيه الذي أدلى به في مسألة (الانتصار) إنما هو ما يتصور أنه (الحق الذي نطق به الكتاب والسنة)، وعليه فإن (الحق الواضح) ليس تسمية إلا لما نطق به الكتاب والسنة، ووصفه هذا: (أشد طغيانا وأبعد كفرانا) وصف لمن خالف هذا المنطوق الواضح.

وقد تميل نفسي إلى رأي ابن شيخان –بالنظر إلى ما ذكرته من تأييد العلم الحديث لذلك-، لكني لا أملك إلا أن أحترم رأي الشيخ السالمي أيضا، لاعتماده على أحاديث يراها –وهو العلامة المحقق- دالة على خلاف ما فعله ابن شيخان وصاحبه في ذلك الزمان. على أن الفتاوى –وأنت أعلم- بنات سياقها الاجتماعي والثقافي والسياسي، فربما يكون من العدل أن يحكم عليها بتتبع السياق والظروف التي نشأت فيها ، فربما كان رأي الشيخ السالمي هذا لاعتبارات لم يشأ أن يتطرق إليها، كما لم يشأ أن يستعرض كل فتاوى ابن شيخان التي أنكرها عليه..

وعليه؛ فإن في عبارتك –أخي الكريم- التي قدمت بها هذا المقطع والعبارة التي علقت بها عليه اتهاما للشيخ السالمي بما لم يدَّعِه، إذ يُفهم منها مجتمعة أنه بانفعاله إنما ينتصر لذاته لا إلى ما يرى أنه الحق، و أن من خالف كلامه هو فقد وقع في دائرة الكفر، وحاشاه عن ذلك.

ختاما ..
أقول إن رأيي ورأيك محتملان للخطأ والصواب، وأستغفر الله لي ولك، والسلام.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق