الأحد، 8 يناير 2012

.. الله يهديه ..


في الطريق إلى العمل،
وأنت منشرح الصدر والفكر، مبتسم الفم والضمير..
تعطر صباحك بآيات القرآن الكريم، أو تغرس نفسك بين أنغام الأناشيد العذبة، أو تحاول فهم الإنسان والكون والحياة أكثر وأكثر من خلال محاضرة هادفة..
في الطريق إلى العمل، وأنت في أحضان هذا الجو الرائع،
تنطلق بسيارتك في شارع جميل وتشعر أن لك نسبا بالطيور المحلقة..
ثم تفاجأ أن حركة السير قد توقفت..
تسير السيارات أمامك ببطء، فتتعرف عن طريق النظر هنا وهناك إلى رفقة الدرب..
ويسير بك الخيال إلى قصص وأساطير حول هؤلاء المحيطين بك:
هذا يشرب الشاي في السيارة لأنه خرج متأخرا من البيت ولم يستطع تناول الفطور مع أسرته، وذاك يلبس نظارته التي اشتراها أمس من أحد مراكز التسوق،
وتلك: ما شعورها وهي تقود سيارتها الجديدة الفخمة؟
وهذا الذي يقف في الشارع:يا للمسكين، لا بد أنه يشعر بالأسى كل صباح لأنه لا يملك السيارة أو لأنه فشل في اختبارات القيادة،
وذلك الأشقر ذي النظارة السوداء سيكتب في مذكراته اليومية أنه مستمتع بالجو المشمس عندنا..
تخطر ببالك عشرات القصص، وأنت تشعر أن لك نسبا آخر بالسلحفاة..
لكنه خيالك لا يسافر بك إلى الواقف الأول الذي سبب هذه المشكلة بوقوفه متأملا في حادث يقع في الطريق الفرعي المحاذي للجانب الآخر من الشارع المزدوج الذي أنت فيه..
خيالك يترك المجال للحقيقة، وأنت في أحسن أحوالك تقول: (الله يهديه) !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق